الجمعة 16 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"حزب الله" يرفض ترشيح باسيل لأنه غير مستعد لتكرار تجربة عون الفاشلة

مع استمرار غياب زمن التفاهمات والتسويات يبقى لبنان متروكا لمصيره مندفعا نحو المزيد من الانهيارات، وعلى الرغم من ان كل المؤشرات تدل ان حظوظ وصول جبران باسيل الى سدة الرئاسة الاولى باتت مستحيلة في ظل ارتفاع “الفيتوات” العربية والدولية والداخلية في وجهه فانه لا يزال يراهن على إمكانية تبدل الظروف تدريجيا طالما ان حليفه “حزب الله” لم يعلن بعد عن اسم مرشحه بشكل واضح وصريح، ويبدو ان باسيل لن يتعب من الانتظار معولا احتمال تحسن وضعه كما حصل مع عمه ميشال عون نتيجة تسوية سياسية سمحت له بالوصول الى قصر بعبدا، لذلك فإن باسيل غير مستعجل طالما ليس لديه شيء يخسره وهدر الوقت واستمرار الازمات بالنسبة له ليست في حساباته باعتبار ان الأولوية لديه هي بتأمين مصالحة الخاصة.

مصادر سياسية تتوقع عبر “صوت بيروت انترناشونال” ان لا تتعدى فترة الشغور الرئاسي شهر اذار المقبل بانتظار انجاز التسويات الإقليمية والدولية، ولكن حتى ذلك الحين تشير المصادر الى ان “التيار الوطني الحر” وحلفائه سيستمرون بالإصرار على تطيير نصاب الجلسات النيابية لا سيما ان تعامل باسيل مع القضايا الوطنية يجري على قاعدة التسلط الابتزاز وهو امر اعتاد عليه منذ دخوله في المعترك السياسي، وتذكّر المصادر بالتعطيل الذي حصل مرارا وتكرارا لمؤسسات الدولة “كرمى لعيون الصهر”، وتلفت المصادر الى ان ليس بالسهل على رئيس” التيار الوطني الحر” قبوله بالأمر الواقع واستيعابه انه اصبح خارج قرار السلطة وهو الذي شغل موقع رئيس “الظل” على مدى ست سنوات الماضية، وكان صاحب الكلمة الفصل لكافة الملفات، لذلك فهو يعتبر ان معركته اليوم “وجودية” وبأنه ممر الزامي لوصول اي رئيس الى قصر بعبدا ويفاخر بعبارته الذي يعلنها بصراحة ودون اي تردد “اذا كانوا بيقدروا ينتخبوا رئيس من دوننا فلينتخبوا”.

وتستغرب المصادر كيف ان باسيل الذي يعتبر نفسه زعيم الطائفة المسيحية وصاحب اكبر كتلة في البرلمان يمكنه ان يعطل الموقع المسيحي الأول في البلد، لذلك تتوقع المصادر من رئيس التيار البرتقالي المزيد من التعنت والتصعيد خلال الأشهر المقبلة، لا سيما مع اقتراب حسم “حزب الله” موقفه من اسم رئيس الجمهورية المقبل، وتشير المصادر الى ان الأكيد ان الحزب غير متحمس لوصول باسيل الى بعبدا خصوصا ان تجربته مع الرئيس ميشال عون كانت تجربة فاشلة، لذلك لا يمكنه تحمل تداعيات مثل هكذا قرار، كما ان المرحلة الحالية وحسب المصادر لا تحتمل المراهنة على شخصية رئيس شبيهة بعون، لذلك تشير المصادر الى انه في حال تبنى الحزب رسميا ترشيح سليمان فرنجية سيكون باسيل امام خياريين اما ان يرضخ لخيار حليفه مرغما، او سيبتعد عن الحزب ويستثمر ذلك شعبيا ودوليا لرفع العقوبات عنه.

وتعتبر المصادر أن الخاسر الأكبر في النظام السياسي اللبناني من مرحلة الشغور الرئاسي هي الطائفة المسيحية، باعتبار ان تعطيل انتخاب رئيس يعني القضاء و تفريغ مركز السلطة الذي يتولاه احد افراد الطائفة المارونية، مما يعني ذلك الحاق ضرر فادح في عملية التوازن بتوزيع السلطة وكذلك في الوجود والدور المسيحي فيها.

وفي الانتظار يبقى المواطن اللبناني وحده في قعر المعاناة ويدفع ثمن مماحكات وكمائن ومكائد واحقاد السياسيين .

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال