الأثنين 27 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله يعتدي على "اليونيفيل" والحكومة تكتفي بـ"ديبلوماسية البيانات"

إحدى الوسائل التي يستخدمها حزب الله لتوجيه رسائل إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة، هي التضييق على قوات الطوارئ الدولية، لكن هذا “الإستخدام” لا يتم مباشرة، بمعنى أن حزب الله لا “يظهَر” على المسرح، بل يختبئ وراء “الأهالي”.
هذا ما حصل في أحدث فصول “المسرحية”:

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زار لبنان وجال في الجنوب، والموقف الابرز الذي اتخذه كان “دعوة حزب الله إلى أن يكون حزبًا سياسيًا”.

بالتأكيد، امتعض حزب الله من هذا الموقف، فجاء الرد في بلدة شقرا الجنوبية حيث تم الاعتداء على دورية لليونيفيل،( الحادث حصل مع الكتيبة الفنلندية التابعة لقوة الأمم المتحدة الموقتة ” اليونيفيل”بالتزامن مع مغادرة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس لبنان.) فجرى تكسير إحدى سيارات الدورية، ما ادى إلى جرح احد العناصر فيها.

“التهمة” جاهزة سلفًا: “التجسس”. فلقد ترافق الاعتداء مع توزيع أخبار مفادها ان الدورية كانت تتجسس على مواقع لحزب الله وان بعض افرادها كانوا يصوِّرون بهواتفهم الخليوية!

جاء الرد عبر نائبة مدير المكتب الإعلامي لليونيفيل، “كانديس آرديل”، التي اعتبرت أن “حرمان اليونيفيل من حرية الحركة، والاعتداء على من يخدمون قضية السلام أمر غير مقبول وخرق لاتفاقية وضع القوات الدولية وقّعها لبنان”.

إشارة إلى أن بلدة شقرا،حيث وقع الإعتداء، تدخل جغرافيًا ضمن القرار 1701 حيث لقوات اليونيفيل حرية الحركة من ضمن بنود القرار.

وجَّه حزب الله رسالة “عنفية” إلى الأمم المتحدة، مع علمِه الاكيد ان التجسس لا يكون بالتصوير بهواتف خليوية على مرأى من ” الاهالي”، وكأن قوات الطوارئ تتصرف بسذاجة لتقول:” شاهدونا نحن نتجسس”! وكأن حزب الله لم يسمَع بالرادارات والاقمار الصناعية وأحدث تقنيات التجسس، وهو العالِم بها!

ولكن اين موقف السلطة اللبنانية من هذا الإعتداء؟

“بكائيات” كالعادة، و”دموع اسى واسف”:

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تواصل مع وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب، فكان بيانٌ من الخارجية عن “عدم قبول أي شكل من أشكال التعدي على قوات اليونيفيل، وتشديد على سلامة وأمن عناصرها وآلياتهم، والتزام لبنان المستمر بالقرارات الدولية ذات الصلة ولا سيما القرار 1701”.

ولكن هل تكفي “ديبلوماسية البيانات”؟

يستخدم الرئيس ميقاتي هذه “الديبلوماسية” دائمًا، ولكن هل قرأ الجملة الاخيرة للمكتب الإعلامي لليونيفيل، والتي تقول:” ندعو السلطات اللبنانية إلى التحقيق في هذا الحادث وتقديم المرتكبين إلى العدالة”..
الكرة في ملعب رئيس الحكومة، فهل سيجرؤ على” تقديم المرتكبين للعدالة”؟