الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حوار الطرشان في كنف الصواريخ الدقيقة

لم تعد للأرانب الشهيرة الخاصة برئيس مجلس النواب نبيه بري الفاعلية التي كانت تفرض نفسها على الساحة الداخلية في السنوات السابقة كحل يستنبطه ويطرحه امام جميع الأفرقاء، على قاعدة “مكره أخاك لا بطلا”، لعدة أسباب منها ما يتعلق بالداخل اللبناني المرتبط بالتوازنات التي أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة، التي خلقت عدة معسكرات في مواجهة محور الثنائي “حركة امل وحزب الله” حيث يتولى الاخير قيادة محور الممانعة مزودة بمقطورات استقلها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتياره وعدد من النواب الذين حملوا رايات التغيير و أصحاب المواقف الشعبوية وهذا ما يجعلهم في المنطقة الرمادية يشكلون من خلاله مصدر قلق لجميع الأطراف، ولا يمكن تصنيفهم “كبيضة قبان”.

ويعتبر المصدر أن الأرنب الأخير الذي أخرجه الرئيس بري والمتمثل بدعوته إلى طاولة حوار مفتوح، بعد انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتحت عنوان “تأمين أوسع تأييد نيابي لانتخاب رئيس توافقي”، جوبه برفض من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر لاعتبارات لا ترتبط برؤية موحدة للطرفين تجاه هذه الدعوة.

ولكنها عادت إلى الواجهة من خلال مواقف بعض نواب حزب الله حيث اكد النائب علي خريس على أن المطلوب أولا انتخاب رئيس جمهورية ومن يتحمل مسؤولية التأخير هو من يرفض الحوار، في حين اعتبر عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن الذين يرفضون الحوار والتوافق يدفعون البلاد نحو الأسوأ، لافتا إلى أن دولا خارجية تمنع اللبنانيين من التلاقي والحوار والتوافق وهو بكلامه هذا يغمز من قناة حزب القوات اللبنانية عندما قال “اتهمونا بالتعطيل لكن حبل الكذب قصير وانكشفت حقيقة المواقف والنوايا وأعلنوا التعطيل العلني”/ وهي إشارة واضحة إلى كلام رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي أكد فيه انهم “سيعطلون النصاب لعرقلة وصول مرشح حزب الله” وهو ما عبر عنه أيضا رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل في وقت سابق واكد عليه اللواء أشرف ريفي من معراب.

ويتابع المصدر من يطالب بالحوار لا يضع شروطه المسبقة على هذه الطاولة، لافتا إلى كلام أمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي يعتمد فيه تارة التهديد بمقاتلي الحزب من خلال تحديد اعدادهم التي تتجاوز ال100,000 وتارة أخرى من خلال وضع مواصفات الرئيس خلال خطابه في بداية السنة الجارية حين ذكر ايضا بما أورده في خطاب سابق بأنهم يريدون “رئيسا للجمهورية يغطي المقاومة أو يحميها وحقهم الطبيعي أن يطالبوا برئيس لا يطعن المقاومة في ظهرها ولا يتآمر عليها أي لا يأخذ البلد إلى حرب أهلية”.

هذا الكلام يشكل الصاعق الذي سيفجر طاولة حوار وضعت عليها الشروط المسبقة التي لا تقبل المناقشة فعلام المناشدة وتكرار الدعوة إلى الحوار في ظل شروط تشكل نقطة خلاف أساسية لحوار عقيم لا يمكن أن يسمح بتكرار التجارب السابقة، وآخرها تجربة ما اطلق عليه “العهد القوي”، عهد الرئيس السابق ميشال عون الذي أوصل لبنان إلى جهنم باعتراف رأس الجمهورية التي انهارت اقتصاديا واجتماعيا وماليا بشكل لم يعهده لبنان منذ استقلاله.. “فهل يلدغ المرء من الجحر مرتين”.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال