الأحد 19 شوال 1445 ﻫ - 28 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"ديبلوماسية" جبران باسيل و"حكم القناصل"

قبل ثلاثة أعوام ونصف عام تقريبًا ، خاض وزير الخارجية والمغتربين آنذاك، جبران باسيل، معركة تعيين عشرات القناصل، إلى درجة أنه خاطر بعلاقته بحزب الله الذي امتعض من تفرده بالتعيينات، وحُكمًا ازدادت علاقته تدهورًا بحركة أمل لأنه حاول “مدّ اليد” إلى “الصحن الشيعي” حيث “القطعة الاكبر من الجبنة القنصلية” من حصة الرئيس نبيه بري.

باسيل، من وراء تمسكه باختيار القناصل، كان يُدرِك أن هؤلاء ليسوا فقط “مفاتيح ديبلوماسية” بل ايضًا “مفاتيح انتخابية”، زرعها في ربيع 2018 آمِلًا في بدء الحصاد في ربيع 2022، ورَفدَها بعدد لا يُستهان به من مؤتمرات الطاقة الإغترابية التي كانت أقرب إلى مؤتمرات التيار الوطني الحر منها إلى المؤتمرات الرسمية للمغتربين، بدليل مقاطعتها اكثر من مرة في دولٍ افريقية حيث الجاليات اللبنانية تتاثر بحركة امل.

انحسرت مؤتمرات الطاقة الإغترابية مع فشل المؤتمر الاخير الذي كان مزمعًا عقده في إحدى الدول الافريقية، وكذلك بسبب اندلاع ثورة 17 تشرين 2019 ،حيث أُخليت الساحة الإغترابية لمجموعات الثورة، فيما بقي دور القناصل على حاله ” في خدمة جبران باسيل” ولاسيما منهم الذين يدينون بالولاء له والذين ما كانوا ليُعيَّنوا لولا رضى باسيل وتزكيته لأسمائهم .

في هذه الايام يبدأ باسيل حصدَ ما زرع في السفارات والقنصليات، بعدما جاءت ارقام المغتربين في انتخابات 2018 مُشجِّعة للتيار الذي حلَّ في المرتبة الثانية في اصوات المغتربين، بعد القوات اللبنانية، ولكن بفارق بسيط إذ نال التيار 8206 أصوات فيما نالت القوات 8568 صوتًا. لهذا السبب ضاعف رئيس التيار من اهتمامه بالقناصل ، سعيًا منه للفوز بحصة الاسد في انتخابات 2022 .

لكن حسابات الحقل لم تُطابق حسابات البيدر، فقناعات المغتربين في 2021، وتاليًا، في 2022، غير قناعاتهم في 2018 ، للاعتبارات التالية:

رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وُضِعَت عليه عقوبات أميركية، وبات التعاطي معه من جانب الإغتراب اكثر حذرًا، وجاء الطعن المقدَّم من التيار بأن المغتربين المسجِّلين ينتخبون ستة نواب في الخارج وليس ال 128 نائبًا بمثابة إحباط للمغتربين.

معظم القناصل الذين تمَّ تعيينهم، ثبُتَ أن خلفياتها “تنفيعات متبادَلة” بين المعيِّن والمعيَّن، فلم يكن هدف القنصل خدمة المغترِب، بمقدار ما كان خدمة الذي عيَّنه ويتوسَّل رضاه.

اقترع المغتربين السنة المقبلة سيُشكِّل “الوجه الاغترابي” لثورة 17 تشرين.