الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"ديبلوماسية" عبد الله بوحبيب لا تناسب "استراتيجية" حزب الله

كل ما فعله وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أنه “دان اجتياح روسيا الأراضي الأوكرانية ” ، ففُتِحت عليه أبواب جهنم من الحلفاء، حتى أن الذي سمَّاه لتولي حقيبة الخارجية،” تبرَّأ من موقفه.

بيان الوزير حبيب جاء فيه: “لبنان يدين اجتياح الأراضي الأوكرانية ويدعو روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين ويسهم في تجنيب شعبي البلدين والقارّة الأوروبية والعالم مآسي الحروب ولوعتها”.

لم يكد يجف حبر بيان الخارجية، حتى عاجله حزب الله، بلسان أحد نوابه ابراهيم الموسوي بتغريدة قاسية جاء فيها: “ينأون بأنفسهم ويدَّعون الحياد حيث يشاؤون، ويتدخلون ويدينون أيضاً حيث يشاؤون. أمر عجيب غريب . أي سياسة خارجية يتبعها لبنان، وأين مصلحة لبنان في ذلك ؟ تفضل وزير خارجيتنا، وأوضح لنا الأمر.”

لم يقتصر الأمر على حزب الله، بل إن حركة أمل وصل بها الأمر أنْ أرادت تعليم الوزير بو حبيب الدستور ، فكتب وزيرها محمد مرتضى يقول:” المادة 65 من الدستور تنيط بمجلس الوزراء وضع السياسة العامة للدولة في جميع المجالات، فلا يمكن لوزير الخارجية أن يصدر أي موقف حول أي نزاع دون الرجوع إلى مجلس الوزراء، وإلا يكون قد حدد منفردا السياسة العامة للدولة وهي صلاحية لا يحوزها”.

غريبةٌ الاستفاقة على بعض بنود الدستور، التي تناسب، وإغفال المواد التي لا تناسب، ولكن ايًا يكن الأمر، فإن ما صدر يكشف أن السياسة الخارجية للبنان هي واحدة من السياسات التي يقررها حزب الله وينفذها الوزير الموجود .

“الخطأ” الذي ارتكبه الوزير عبدالله بو حبيب أن بيانه صدر من دون معرفة حزب الله، وهذه “مخالفة” استدعت هذه الحملة عليه .

لإنعاش الذاكرة، حزب الله هو الذي “قبع” جلسات مجلس الوزراء، حين طالب بقبع المحقق العدلي في قضية تفجير المرفأ. واليوم يطالب ب “قبع” بيان وزير الخارجية، فعن اي قرار تتحدثون؟ وأي ديبلوماسية مستقلة تتباهون بها؟

ليس “سكوبًّا صحافيًا” القول أن لا ديبلوماسية مستقلة في لبنان ، بل إن حزب الله يهيمن على السياسة الخارجية للبنان ، وفي كل مرة يحاول لبنان الظهور بمظهر “سيِّد نفسه”، حتى تأتيه “صفعةٌ” ما تُذكِّره بأنه لا يحق له ان يكون لديه “ترف” الديبلوماسية المستقلة.

وإذا راجعنا أسماء الوزراء الذين تولوا حقيبة الخارجية، على الأقل منذ ” اتفاق الدوحة” عام 2008، لوجدنا أنهم جميعًا يدورون في فلك حزب الله، باستثناء ناصيف حتي الذي استقال لأنه على ما يبدو، لم يستطع التعايش مع البيئة السائدة ديبلوماسيًا، وللتذكير فإن الوزير حتي لم يزر قصر بعبدا ويقدِّم استقالته لرئيس الجمهورية.

الوزير عبدالله بو حبيب عريق في الديبلوماسية، منذ ان كان سفيرًا للبنان في واشنطن في عهد الرئيس أمين الجميل، واستمر حين عُيِّن العماد عون رئيسًا للحكومة العسكرية ، وعاد على رأس الديبلوماسية اللبنانية بتسمية من العماد عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل .

عبدالله بو حبيب كان أحد اعضاء “خليّة السبت”، التي كان يلتقيها العماد ميشال عون كل يوم سبت في الرابية، قبل أن ينتخب رئيسًا للجمهورية، وهذا الإلتصاق هو الذي زكَّاه ليكون وزيرًا للخارجية.

مع كل هذا الإلتصاق بالرئيس عون وبرئيس التيار جبران باسيل، لم يغفر حزب الله للوزير بو حبيب ديبلوماسيته.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال