الأحد 19 شوال 1445 ﻫ - 28 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"سياحة الحكَّام".. والهروب إلى الأمام

حين يقرأ المرء ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يزور الفاتيكان، وان رئيس الجمهورية ميشال عون سيزور قطر، يقول في قرارة نفسه: من اي صنف هُم حكامنا؟ بلدٌ انهار فيه كل شيء، والانهيارات تتوالى، فماذا ستنفعه هذه الزيارات الخارجية؟

الفاتيكان يعرف مشاكل لبنان جيدًا، فماذا ستضيف هذه الزيارات إلى معلوماته؟ لا شيء .

والزيارة الى قطر رياضية وسياحية بامتياز، لكن لا دور قطريًا في المدى المنظور، صحيح انه حُكي عن زيارة لوزير الخارجية القطري لبيروت، ولكن هل قطر اليوم في موقع يسمح لها ان تكون وسيطًا؟

إن “ديبلوماسية الهروب إلى الأًمام” خَبِرها كثيرون لكنها لا تفيد بشيء، جرَّبها الرئيس ميقاتي منذ عودته إلى السرايا، شارك بقمة المناخ في “غلاسكو”، فماذا كانت النتيجة؟ لا شيء! الحل بالمواجهة وليس بالهروب إلى الأمام، ولكن هل هذه الطبقة السياسية تجرؤ على مواجهة حزب الله الذي يُمسِك بكل مفاصل الدولة؟

مطلبُ حزب الله واضح، لا تراجع عنه، يريد ” قبع” المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، ويعتمد في ذلك على التخويف والتهويل والترهيب، وقد ادخل أخيرًا عنصرًا جديدًا في التهويل من خلال إعداد “وثائقيات” تأخذ “التحقيق” في اتجاه معيّن، وتصوِّر القاضي بيطار على أنه يعمل وفق أجندة خارجية.

لمَن تُسعفه الذاكرة، مارس حزب الله الاسلوب ذاته في مرحلة التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان في كلِّ مرة يتقدَّم التحقيق الدولي، كان حزب الله يسارع إلى تقديم “مرافعات” من شأنها نسف ما كانت المحكمة قد توصلت إليه، وكم من مؤتمر صحافي عقده الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ليُقدِّم سيناريوهات وفرضيات معاكِسة لِما كانت المحكمة قد توصلت إليه. وعند اليأس من نسف تحقيقات المحكمة، انتقل الحزب الى “الخطة باء” من خلال الطعن بالمحكمة، فكان المؤتمر الصحافي الشهير في مجلس النواب والذي تكلم فيه وزير العدل السابق، عضو المجلس الدستوري السابق القاضي سليم جريصاتي،محاطًا بنوابٍ من حزب الله، والذي حاول من خلاله الطعن بصدقية المحكمة، وهذه “الخدمات” التي قدَّمها جريصاتي لحزب الله، أتاحت له أن يبقى في “الخدمة” من خلال وجوده في القصر الجمهوري كمستشار قانوني ودستوري لرئيس الجمهورية. لكن كل ذلك لم يُسعفه في تحقيق هدف حزب الله من خلال نسف صدقية المحكمة الدولية.

تلك هي حقيقة المأزق اليوم:

حزب الله في مواجهة الجميع.

السلطة التنفيذية في هروب من المواجهة.

عادةً تكون محاولة الخروج من المأزِق بتطورٍ امنيٍّ ما يَغطي بسُحبِه ودخانه على التطورات اليومية، فهل نقول: ” الله يستر”؟