الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

سياسة " بيع الأوهام "

يُحكى أن رب عائلة لم يكن يستطيع توفير عشاء لأولاده ، كان يروي لهم حكاية في موعد العشاء فيتلهون عن الجوع وينامون .
هذه هي حالُ الطبقة السياسية في لبنان هذه الأيام ، تروي للشعب ” حكايات وأوهامًا ” حين تكون عاجزة عن تحقيق أي شيء لهم .
من الأمثلة الفاقعة على هذه ” الإستراتيجية ” ، أوهام الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة :

وهْمٌ أول : حين اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة إطلاق عدد من اللبنانيين الموقوفين لديها بتهمة العمل لمصلحة حزب الله في الإمارات ،ضجَّت بعض ” المطابخ السياسية ” بتسريبات بأن الإمارات دخلت على خط بذل الجهود لتشكيل الحكومة وأنها ستقوم باتصالات مع المملكة العربية السعودية من اجل هذا الأمر ، وتبيَّن ان القصة قصة أوهام ، فبعد اسبوعين على مبادرة إطلاق اللبنانيين ، لم يظهر في الأفق ما يشير إلى وجود مثل هذه المبادرة .

وهمٌ ثانٍ : حين أعلِن عن زيارة وزير خارجية قطر إلى بيروت ، نشطت بعض المطابخ السياسية بالحديث عن أنه يحمل مبادرة إلى دعوة القادة اللبنانيين إلى الدوحة ، على غرار ما حصل عام 2008 ، في ما عُرِف ب ” اتفاق الدوحة ” الذي افضى الى انتخابات رئاسية بعد سبعة اشهر من الفراغ في سدة الرئاسة . ثم سرعان ما تبيَّن أن لا ” دوحة -2 ” وأن كل ما في الأمر أن هدف زيارة وزير الخارجية القطري تتعلق بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية .

مرَّت سبعة أشهر على استقالة الحكومة . وثلاثة اشهر على عملية التكليف ومع ذلك مازال ” بيع الأوهام ” شغَّالًا .

زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت مرتين ، وفي كل مرة كان يتجدد بيع الأوهام ، لكن الحكومة لم تُشكَّل .
كان سيزور بيروت للمرة الثالثة في كانون الاول الفائت لكن الزيارة ألغيت بسبب إصابته بفيروس كورونا ، ومع ذلك استمر بيع الأوهام .

كانت الحجة ان ولادة الحكومة الجديدة تنتظر دخول الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض،
مرَّ عشرون يومًا على هذه الحدث ومازالت الحكومة محجورة في ” قفص الأوهام ” .

الوهم الأكبر أن القيِّمين على تشكيل الحكومة يعتقدون انفسهم انهم أسياد قرارهم ، لكنهم في قرارة أنفسهم يعرفون أن ” ورقة لبنان ” رهينة . ولماذا تُفرِج إيران عن هذه الورقة قبل معرفة مسار التفاوض مع الإدارة الأميركية الجديدة .

وفي الإنتظار ، سيبقى ” رب العائلة ” يروي ” حكايات الأوهام ” للشعب علَّهم ينامون ” على جوع ” .