الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

طلب ميقاتي تدخل الجامعة العربية.."طبخة بحص"

في “عِلم التفاوض”، الوسيط يجب ان يكون مقبولًا من الطرفين، وغير ذلك يكون وسيطًا منحازًا و”غير نزيه”.

بالتأكيد، الجامعة العربية وسيطٌ نزيه، لأنها تحوز ثقة كل الدول العربية، لكن المشكلة ليست هنا بل في كون الأزمة مع حزب الله ومن ورائه إيران، فكيف تتوسط الجامعة العربية؟

“استجداء” تدخُّل الجامعة العربية جاء من الرئيس نجيب ميقاتي الواقع في مأزق: قمة “غلاسكو” لم تُسعفْه على رغم لقائه مروحة واسعة من ممثلي الدول الفاعلة، انتهى مفعول “غلاسكو” بالصور التذكارية التي اتخذها. المساعي الداخلية لم تجعل حزب الله يتراجع قيد أُنملة عن تمسكه بالوزير الذي “لم يُحكِّم ضميره” بناء على تمنٍّ من رئيس الحكومة.

الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في مهمة شبه مستحيلة، فما لم ينجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حلِّه، هل سيحله زكي؟ الذين سيلتقيهم زكي ( الرؤساء الثلاثة) “لا علاقة لهم بالموضوع”، بشكلٍ أو بآخر، “الموضوع” عند حزب الله، وبألتاكيد لن يجرؤ الرئيس ميقاتي على الطلب من زكي ان يلتقي المسؤول الأمني في حزب الله وفيق صفا، حيث الحل والربط، ثم كيف ستسهِّل سوريا التي تمون على أكثر من وزير في الحكومة وعلى مرجعياتهم السياسية والحزبية، وهي مازالت خارج الجامعة العربية؟

نقول هذا الكلام، ليس تيئيسًا، بل لاستخلاص أن ما يقوم به الرئيس ميقاتي هو بمثابة التفتيش عن شيء ضائع ولكن في المكان الخطأ، فمسألة استدراج الجامعة العربية هي”فكرة” الرئيس ميقاتي الذي يُدرِك سلفًا ان الازمة باتت أبعد واكبر من وساطة، فالمشكلة ليست مع لبنان بمقدار ما هي في لبنان، فبماذا تُفيد وساطة الجامعة العربية إذا كان الرئيس ميقاتي لا يستطيع دعوة مجلس الوزراء إلى الإنعقاد؟

على مدار الحرب اللبنانية، تدخلت الجامعة العربية في أكثر من محطة، منذ ايام الأمين العام الراحل محمود رياض، إلى أيام عمرو موسى، وصولًا إلى اليوم، لكن وساطات الجامعة العربية كانت رهن تجاوب افرقاء الصراع، اليوم لا تجاوب ولا مَن يتجاوبون.

ما هي الاسس التي يمكن ان تتدخَّل من خلالها الجامعة العربية؟ هل هي استقالة الوزير جورج قرداحي؟ هذا ما لا يقبل به حزب الله. هل هي عودة مجلس الوزراء إلى عقد جلساته؟ هذا ما لا يقبل به حزب الله إذا لم يتم ” قبع” المحقق العدلي في قضية المرفأ طارق البيطار.

وماذا عن الاسس الخارجية في علاقة لبنان بالسعودية؟ الامور اكثر تعقيدًا، فحين يصف حزب الله الإجراءات السعودية بأنها ” عدوانٌ على لبنان”، فكيف يمكن لوساطة جامعة الدول العربية ان تتحرك؟

على رغم النيات الحسنة للجامعة العربية، فإن استدراجها من قِبَل الرئيس نجيب ميقاتي ليست سوى طبخة بحص.
حين تكتب صحيفة “عكاظ” السعودية في أحد عناوينها، اليوم الاحد،” لبنان إلى المجهول.. مراهقو السلطة يقامرون”.
فعن أي وساطة نتحدَّث؟