لا يخفى على أحد ما يعيشه رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل، الذي باتت تنطبق عليه كلمات الأغنية الشهيرة التي غنتها الفنانة جوليا بطرس زوجة نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الياس بو صعب للجنوب، “غابت شمس الحق وصار الفجر غروب”.
مع فارق ان الحق في اغنية جوليا، ملك للشعب اللبناني، في حين الحق الذي يرتجيه باسيل هو كرسي الرئاسة الاولى، سعى اليه منذ ما قبل انتخاب عمه الجنرال ميشال عون ويسعى اليوم ، لكن حلمه لا يمكن ان يترجم على ارض الواقع ، رغم صولاته وجولاته مع حلفائه التي لا يبدو انها ستعيد الوهج الذي عاشه منذ اكثر من عشر سنوات، حين استعمل فيها سياسة الترهيب والترغيب …لم يترك له “محب” وجمع العداوات وخسر العديد من الصداقات والحلفاء ولم يسلم منها بيته الداخلي بسبب رفضه الاعتراضات على بعض المسارات التي كان يتخذها ضمن دائرة ضيقة مقصياً كل من يقول “لا” وفق مصادر متابعة .
اسودت ايام باسيل بعدما سحب النائب السابق زياد اسود الستارة عن بعض الخبايا والاسرار، عندما ادرك انه كان احد ضحايا الوزير باسيل فخرج عن صمته عندما اعترف على شاشات احدى وسائل الاعلام المرئية، بتلقيه اتصال هاتفي من الرئيس عون للتراجع عن دعوى اراد رفعها بوجه امل ابو زيد … كلام اسود الاخير لم يكن اول الغيث، سبق له وان فتح منصته “التويترية” ليغرد عليها فاضحاَ ما جرى قبل الانتخابات وبعدها وفق المصادر نفسها.
الجميع يعلم ان اسود يخفي الكثير في جعبته، وما باح به يرتبط بالعلاقة الشائكة مع باسيل وهو اراد رد الصفعة للأخير انتقاماَ لمحاولة استبعاده لإسقاطه في الانتخابات النيابية، وهذا الامر انسحب على رفاقه في المسيرة العونية، من ماريو عون الى حكمت ديب وحتى الذين فازوا في الانتخابات وكانت الهاوية بانتظارهم، من ابراهيم كنعان الى سيمون ابي رميا وحتى الياس بو صعب الذي يبدو انه اصبح يتقدم على باسيل بعدما حصل على “ميدالية” انجاز ترسيم الحدود البحرية، وبات يقترب من لعب دور النائب السابق ايلي الفرزلي وبدأت الشبهات تلتصق به لناحية وده من رئيس مجلس النواب نبيه بري .
في المقلب الآخر يتابع المصدر، ينشغل باسيل في رحلاته الخارجية ،في محاولة لفك الحظر الذي يطوقه خارجياَ عل مفاعليه تنسحب على الداخل، وهو يجهد في ترسيخ علاقته مع عمه من خلال الجولة البترونية التي رافقه فيها من خلال قيادته سيارة “البابا موبيلي” ( بعيداَ عن التشبيه بتلك التي يتجول فيها بابا روما أثناء زياراته الرعوية)، ولا يخفى على أحد ان الرئيس عون يقوم بشكل مباشر بمعالجة التزعزع الذي اصاب التيار في السنوات الثلاث الأخيرة، كون المعترضين والمنسحبين يحملون المسؤولية للوزير باسيل، ولذا يعول الاخير على حضور الرئيس عون وتدخله مباشرة، لاستعادة ملك ورثه لكنه لم يتمكن من المحافظة عليه ويعلم ان العديد من النواب ينتظرون سقوطه السياسي ليخرجوا من دائرته في حين ان البعض الآخر يعيش هاجس التخلي عنهم فكيف اذا كانوا من الصفوف الخلفية .
ويختم المصدر يبقى السؤال المطروح ما هو مصير باسيل بعد الاخفاقات التي تعرض لها خلال جولاته الخارجية الاخيرة، لاسيما لفرنسا منفى الجنرال، فهل يكون مصيره النفي من الحياة السياسية وفقدانه القدرة على وضع الشروط.