الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عندما تغيب شمس باسيل ويتحول فجره الى غروب

لا يخفى على أحد ما يعيشه رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق ‏جبران باسيل، الذي باتت تنطبق عليه كلمات الأغنية الشهيرة التي غنتها ‏الفنانة جوليا بطرس زوجة نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الياس بو ‏صعب للجنوب، “غابت شمس الحق وصار الفجر غروب”.‏

مع فارق ان الحق في اغنية جوليا، ملك للشعب اللبناني، في حين الحق ‏الذي يرتجيه باسيل هو كرسي الرئاسة الاولى، سعى اليه منذ ما قبل ‏انتخاب عمه الجنرال ميشال عون ويسعى اليوم ، لكن حلمه لا يمكن ان ‏يترجم على ارض الواقع ، رغم صولاته وجولاته مع حلفائه التي لا يبدو ‏انها ستعيد الوهج الذي عاشه منذ اكثر من عشر سنوات، حين استعمل ‏فيها سياسة الترهيب والترغيب …لم يترك له “محب” وجمع العداوات ‏وخسر العديد من الصداقات والحلفاء ولم يسلم منها بيته الداخلي بسبب ‏رفضه الاعتراضات على بعض المسارات التي كان يتخذها ضمن دائرة ‏ضيقة مقصياً كل من يقول “لا” وفق مصادر متابعة‎ .‎

اسودت ايام باسيل بعدما سحب النائب السابق زياد اسود الستارة عن ‏بعض الخبايا والاسرار، عندما ادرك انه كان احد ضحايا الوزير باسيل ‏فخرج عن صمته عندما اعترف على شاشات احدى وسائل الاعلام ‏المرئية، بتلقيه اتصال هاتفي من الرئيس عون للتراجع عن دعوى اراد ‏رفعها بوجه امل ابو زيد … كلام اسود الاخير لم يكن اول الغيث، سبق ‏له وان فتح منصته “التويترية” ليغرد عليها فاضحاَ ما جرى قبل ‏الانتخابات وبعدها وفق المصادر نفسها‎.‎

الجميع يعلم ان اسود يخفي الكثير في جعبته، وما باح به يرتبط بالعلاقة ‏الشائكة مع باسيل وهو اراد رد الصفعة للأخير انتقاماَ لمحاولة استبعاده ‏لإسقاطه في الانتخابات النيابية، وهذا الامر انسحب على رفاقه في ‏المسيرة العونية، من ماريو عون الى حكمت ديب وحتى الذين فازوا في ‏الانتخابات وكانت الهاوية بانتظارهم، من ابراهيم كنعان الى سيمون ابي ‏رميا وحتى الياس بو صعب الذي يبدو انه اصبح يتقدم على باسيل بعدما ‏حصل على “ميدالية” انجاز ترسيم الحدود البحرية، وبات يقترب من ‏لعب دور النائب السابق ايلي الفرزلي وبدأت الشبهات تلتصق به لناحية ‏وده من رئيس مجلس النواب نبيه بري‎ .‎

‎ ‎في المقلب الآخر يتابع المصدر، ينشغل باسيل في رحلاته الخارجية ،في ‏محاولة لفك الحظر الذي يطوقه خارجياَ عل مفاعليه تنسحب على الداخل، ‏وهو يجهد في ترسيخ علاقته مع عمه من خلال الجولة البترونية التي ‏رافقه فيها من خلال قيادته سيارة “البابا موبيلي” ( بعيداَ عن التشبيه ‏بتلك التي يتجول فيها بابا روما أثناء زياراته الرعوية)، ولا يخفى على ‏أحد ان الرئيس عون يقوم بشكل مباشر بمعالجة التزعزع الذي اصاب ‏التيار في السنوات الثلاث الأخيرة، كون المعترضين والمنسحبين ‏يحملون المسؤولية للوزير باسيل، ولذا يعول الاخير على حضور ‏الرئيس عون وتدخله مباشرة، لاستعادة ملك ورثه لكنه لم يتمكن من ‏المحافظة عليه ويعلم ان العديد من النواب ينتظرون سقوطه السياسي ‏ليخرجوا من دائرته في حين ان البعض الآخر يعيش هاجس التخلي عنهم ‏فكيف اذا كانوا من الصفوف الخلفية‎ .‎

ويختم المصدر يبقى السؤال المطروح ما هو مصير باسيل بعد الاخفاقات ‏التي تعرض لها خلال جولاته الخارجية الاخيرة، لاسيما لفرنسا منفى ‏الجنرال، فهل يكون مصيره النفي من الحياة السياسية وفقدانه القدرة على ‏وضع الشروط‎.