الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عن تفجير العصر.. ما ضاع حق وراءه مطالب!

مؤامرة كبيرة اشتركت فيها كل الأطراف الفاعلة على الأرض، أدت الى تفجير العاصمة و لا يجوز قطعاً ان تمر بدون المحاسبة، فهل تدفن قضية تفجير المرفأ و يدفن معها لبنان لأنه بلد مسلوب الإرادة ويخضع لتجاذبات وصراعات الداخل و الخارج، او حان الوقت لكشف الحقائق؟!

اثر اصدار محكمة العدل العليا البريطانية حكماً لصالح الضحايا الذين يمثّلهم مكتب الادعاء ضد الشركة الإنكليزية “Savaro LTD” في الدعوى المدنية التي أُقيمت ضدها في 2 آب 2021، و هو أول حكم قضائي في الأساس، خارج لبنان، في قضية تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020.

المحامية سيسيل روكز، وهي شقيقة الضحية جوزف روكز، اعتبرت في حديث لـ”صوت بيروت انترناشونال” الحكم الذي صدر بحق شركة “سافارو” مهم جداً وخطوة اساسية نحو تحقيق العدالة”.

و تابعت “قضية تفجير المرفأ ليست قضية فساد عادية او اهمال، بل انها جريمة مدبرة شاركت فيها الطبقة الحاكمة الفاسدة، جزء خزن النيترات و جزء اخر كان يعلم و بارك العملية و الكل سوف يطال”.

و اردفت روكز “الأهم أن نعرف من يقف خلف هذه الشركة في لبنان، و من دفع ثمن النيترات، ومن استخدم هذه المواد في لبنان، ومن أهمل وجودها في مرفأ بيروت طوال هذه الفترة مؤكدة انها تثق بالكثير من القضاة اللبنانيين، على رأسهم القاضي طارق البيطار و هو المحقق العدلي فالجريمة السابق ذكرها”.

و في سياق متصل، يرى المحامي مالك السيد في هذا الحكم إنجازاً كبيراً يعزّز عزيمة الضحايا والمحامين في السير في العمل بحثاً عن العدالة وتحديد المسؤوليات عن هذه الفاجعة، موضحاً ان ‏القرار الصادر يشكل بادرة خير في إطار الوصول إلى الحقيقة و تحقيق العدالة في قضية المرفأ.

و اردف “بعد وصولنا إلى حائط مسدود على صعيد التحقيق الداخلي، و بتنا امام معجزة من أجل إعادة استكمال التحقيق، يتبين لنا على ان القضاء الدولي هو المرجع الصالح امام هذا المأزق الكبير و الذي نعاني منه على صعيد التحقيق المحلي”.

و اشار السيد ان “التسمية الناتجة عن القرار الاولي للمحكمة تشكل أول واقعة ثابتة قضائيا مضيفاً ان هذا القرار قد يفتح باب واسعاً على ملاحقة المسؤولين الآخرين لان الاخير حتما سيليه احكام و قرارات اخرى ممكن ان تكشف النقاب عن الحقيقة بشكل كامل و يكفي اننا وصلنا الى الخطوة الاولى من رحلة الالف ميل و نريد المزيد من الحقائق”.

و ختم مالك حديثه مؤكداً ان العدالة آتية لا محال، ‏وبحال عجز التحقيق المحلي عن الوصول إلى الحقيقة نتيجة الكباش السياسي وتمسك المنظومة بالقضاء، فليعلم الجميع أن الحقيقة آتية ولو عن طريق التحقيق الدولي، فهناك حقيقة يجب أن تُعرف من قبل الكافة، والعدالة يجب أن تتحقق للشهداء و لأجل الوطن”.

فصل جديد من فصول رحلة الألف ميل التي سلكها ذوو ضحايا وشهداء تفجير مرفأ بيروت، بحثاً عن العدالة الضائعة في بلاد العجائب. فهل يكون القرار الاولي لمحكمة العدل العليا في بريطانيا حجر الاساس للوصول الى العدالة، ام انه سينسى كانه لم يكن؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال