الأربعاء 29 شوال 1445 ﻫ - 8 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عهد اسود على كافة المستويات هذا ما سيكتبه التاريخ

على بعد اقل من أربعة اشهر من انتهاء ولايته وبينما كان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي يجري مشاوراته غير الملزمة مع النواب في ساحة النجمة قرر الرئيس ميشال عون اطلاق تغريدة مستفزة في التوقيت والمضمون وجاء فيها:” أقسمت وحيداً يمين الإخلاص لدستور الأمة اللبنانية وقوانينها، ومن أركان نظامنا الدستوري الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها، وليس هيمنة سلطة على سلطة.

على القضاء أن يستحق استقلاله لا أن يستجديه، وعليه المساءلة حيث يلزم، لا أن يتقاذف مسؤولية الادعاء ارتهاناً لسلطة أخرى أو استنكافا.”
ولكن السؤال الذي يطرح هل حقا رئيس الجمهورية مطلع شخصيا على هذه التغريدة؟ وهل هو حقا مدرك لأهمية موقفه هذا في ظل معاناة شعبه المظلوم ؟ ام انه يعيش على كوكب اخر لا تواصل بينه وبين كوكب الأرض وتحديدا مع الواقع المأساوي الذي يعاني منه بلد صغير اسمه لبنان ؟

فالأجدى كان على الرئيس عون ان يخجل بأنه اقسم قسما لم ينجز منه الا الإخفاقات بدلا من التباهي بالحفاظ على الدستور الذي مزقته الشخصانية وقوانين فصلت حسب المنافع وسلطات وهمية وقضاء مسيّس غير مستقل وهو من قرر تعطيل السلطة القضائية من خلال وضع تشكيلاتها ومنذ سنوات في ادراج مكتبه في القصر الجمهوري حماية لبعض القضاة من ازلامه كالقاضية غادة عون، و “طنش” عن عرقلة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت .

وكيف له ان يجاهر بالإخلاص لدستور الامة اللبنانية ونسّي كيف عطل تنفيذ ما تضمنه هذا الكتاب من خلال عرقلته لتشكيل حكومات عدة كرمى لعيون الصهر؟

لذلك كان على رئيس الجمهورية ان يبقى صامتا في ظل لائحة الفشل والاخفاق التي تطول وتطول، فمن اين نبدأ يا فخامة الرئيس هل من وجع الشعب المتواصل؟ او من فقدان الرغيف مثلا الذي بات وجوده نادرا واصبح يباع في السوق السوداء بأضعاف سعره؟ او من ازمة انقطاع المياه عن معظم الشعب اللبناني الذي اصبح يقطر في استعمالاته نعمة الله الطبيعية وهو الرحيم الذي انزل المطر في شهر حزيران مع العلم انه لم يتم الاستفادة من سدود الصهر غير المجدية؟ او عن قطاع الكهرباء المشلول بشكل شبه كامل و فواتير اشتراك المولدات التي ترتفع بارتفاع سعر الدولار ولا تنخفض بانخفاضه؟

اما سعر البنزين فحدث ولا حرج بحيث اصبح سعر التنكة يزيد عن الحد الأدنى الشهري للأجور ولم يعد بإستطاعة الموظف الوصول الى مركز عمله مما ادى الى تعطل مرافق الدولة.
واذا اردنا الحديث عن فاتورة الاتصالات والانترنت فالصرخة سترتفع نهاية شهر تموز مع بدء قرار رفع الرسوم الجديدة في اوله.
اما بالنسبة الى كارثة الكوارث فهي الاستشفاء ومعاناة المرضى امام أبواب المستشفيات في ظل فقدان القدرة على شراء الدواء اذا وجد و”العض” على الوجع لتجنب زيارة الطبيب.

علما ان كل الزيادات على الرسوم والارتفاع الجنوني في الأسعار تحصل وجميع موظفي القطاع العام على مختلف فئاتهم المدنية والعسكرية من متعاقدين ومتقاعدين لا يزالون يتقاضون رواتب تترواح ما بين 30 دولار الى 200 دولار كحد اقصى لموظفي الفئة الأولى بما فيهم كبار الضباط وأساتذة الجامعة اللبنانية الذين اصبحوا يعيشون في اذلال مستمر.

وفي المحصلة فإن كل هذه المعاناة التي لا تعد ولا تحصى تحصل في ظل التلاعب المستمر من قبل المافيات لسعر صرف الدولار واستمرار ودائع الناس رهينة في المصارف.

فهل تعلم أيضا يا فخامة الرئيس ان المجتمع اللبناني سيكون في المستقبل القريب مقتصر على طبقة فقيرة وكبار السن بعدما وصل اليأس بجيل الشباب لترك بلدهم بناءً لنصيحتك الى ارض الله الواسعة واتخاذ قرارهم بعدم الالتفات اليه ودفن كل ذكرياتهم الجميلة في وطن لم يعد يشبه احلامهم؟

لذلك نقول لك عن أي قسم يا فخامة الرئيس تتحدث وشعبك مقهور مذلول مسلوب منهوب، وهو بات يتمنى الموت يوميا للهروب من جهنم الذي وعدتنا بالوصول اليها وحققت وعدك بإمتياز.

عهد اسود على كافة المستويات هذا ما سيكتبه التاريخ!