الأحد 19 شوال 1445 ﻫ - 28 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"عون الثاني" ينافس "عون الاول".. ويتفوّق عليه

لم يحدث في تاريخ الحرب اللبنانية، منذ نيسان ١٩٧٥، وصولًا الى الأمس القريب، ان وصل لبنان واللبنانيون الى هذا الدَرْك من الانحطاط والانحلال والانهيار، فلسان حال اللبنانيين هذه الأيام يتمحور حول سؤالين:

هل مرَّ على لبنان في النصف القرن الأخير ما مر عليه في هذا العهد؟

والسؤال الثاني: هل وقع الإرتطام الكبير؟

يجيب مخضرمون عايشوا الحروب اللبنانية المتلاحقة، أن هذه الأيام لا سابق لها ولا مثيل لها:

في ” حرب السنتين ” التي امتدت من ١٣ نيسان ١٩٧٥ الى تشرين الثاني ١٩٧٦، لم يُذَل اللبنانيون كما يُذلّون اليوم، لم ينقطع الدواء يومًا، لم ينقطع الخبز ولا المحروقات، لم تنقطع الكهرباء إلا لِمامًا، لم يكن اللبنانيون يعرفون ما هو المولِّد ولا ” الإشتراك ” ولا حتى المولِّد الخاص. كان الدولار الأميركي بليرتين، وكانت العملة اللبنانية أقوى من كل العملات في دول المنطقة ، كانت تُطلَق صفة ” مليونير” على من يملك مليون ليرة .

حين اجتاحت اسرائيل لبنان في حزيران ١٩٨٢، ودخلت اول عاصمة عربية، أذلّ الاسرائيليون اللبنانيين، لكنه إذلال العدو، ومع ذلك، بقي الدواء متوافرًا والخبز متوافرًا، وحافظت الليرة اللبنانية على قيمتها تجاه الدولار الأميركي .

وحتى حين شنت سوريا حربًا على الاشرفيه، بما عُرف ب ” حرب المئة يوم “، لم يشعر اللبنانيون بالذل، كانوا بعد كل جولة قصف يخرجون من الملاجئ و” يتموَّنون” تحسبًا لجولة عنف جديدة .

في ” حربَي التحرير والإلغاء ” اللتين شنهما العماد ميشال عون بين آذار ١٩٨٩ وتشرين الأول 1990. بدأ اللبنانيون ولاسيما منهم ابناء ما كان يُعرَف بالمناطق الشرقية، يشعرون بالذل، كان السفر من مرفأ جونيه محفوفًا بالمخاطر حيث ان المدفعية السورية كانت تقصف المرفأ عند إبحار الباخرة وعند وصولها، كذلك كانت المدفعية السورية تقصف خزانات المحروقات في الدورة، وفي إحدى المرات بقي عدد من الخزانات مشتعلًا لأيام نتيجة القصف، كما ان بواخر المواد الغذائية كانت تجد صعوبةً في الوصول الى المرفأ، ولأنعاش الذاكرة، بعد شهرين منن اندلاع حرب التحرير، سئل العماد عون عمَّا حققه في الشهرين الأولين من هذه الحرب فأجاب: بيروت عبر التاريخ دُمِّرت سبع مرات، وأعيد بناؤها، فلتكن الثامنة.

اليوم، ميشال عون الرئيس يتفوق على ميشال عون رئيس الحكومة العسكرية بين أيلول 1988 و13 تشرين الأول 1990 .
في عهد الرئيس عون اليوم:

الدولار تجاوز العشرين الف ليرة.
المحروقات، من بنزين ومازوت وغاز، بالقطَّارة.
الخبز غير متوافر في الأفران.
الأدوية مقطوعة والمستلزمات الطبية ايضًا.
وفي اختصار، وفي المجمل، البلد ينهار.
وجود عون في بعبدا بين 1988 و1990 أدى إلى انهيار الجمهورية الأولى.
وجود عون في بعبدا منذ 2016 إلى اليوم ربما يؤدي إلى انهيار الجمهورية الثانية.
إنه عون الثاني يتفوَّق على عون الأول.