الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عون في روما يعيش حالة انكار للواقع والراعي في القاهرة يضع الاصبع على الجرح

في ظل ارتفاع منسوب الازمات على كافة الاصعدة الداخلية توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى روما، حيث عقد عدة لقاءات شملت مسؤولين ايطاليين ومن حاضرة الفاتيكان والابرز كان اجتماعه مع الحبر الاعظم البابا فرنسيس، واللافت في الزيارة كلام الرئيس عون الذي اطلقه من عاصمة الكثلكة بأن مسيحيي لبنان بخير، وهو لم يكتفي بذلك بل عمد الى الدفاع ايضا عن سلاح “حزب الله”، لكنه ربما نسي او تناسى ان الشعب اللبناني يعاني الامرين والطائفة المسيحية كغيرها من مكونات لبنان تعيش اسوء الظروف تحت ضغط المشاكل والصعوبات والازمات التي لا تُعد ولا تُحصى لدرجة وصولها الى جهنم.

وفي مقابل موقف عون صدر بيان عن حاضرة الفاتيكان يتضمن الكثير من المواقف التي تحاكي حقيقة الوضع اللبناني اكثر بكثير مما صدر عن رئيس البلاد “بي الكل” وهو الذي من المفترض ان يكون حامي البلاد ومؤسساتها والمحافظ على كرامة شعبه، بيان حاضرة الفاتيكان اشار الى ان البحث تطرق مع الرئيس عون الى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي يعاني منها لبنان والى ملف الانتخابات النيابية المقبلة والاصلاحات الضرورية في تمتين علاقات العيش المشترك السلمية بين مختلف المكونات الطائفية في بلاد الارز، وغيرها من المواضيع الهامة بما في ذلك وجوب تحقيق العدالة في النتائج الكارثية لانفجار مرفأ بيروت والتوصل الى معرفة الحقيقة التي يطالب بها اهالي الضحايا.

وفي الوقت الذي كان رئيس الجمهورية يعتبر أن مسيحيي لبنان بخير، كان رأس الكنيسة المارونية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يزور بدوره جمهورية مصر العربية في زيارة تاريخية التقى خلالها كبار المسؤولين فيها بدءً من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الى شيخ الازهر الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب، حتى ان البطريرك استغل وجوده في القاهرة وزار جامعة الدول العربية حيث اجتمع مع امينها العام احمد ابو الغيط، وكما الرئيس عون فالبطريرك الماروني أيضا اطلق سلسلة من المواقف ولكنها مواقف وطنية وواقعية بامتياز وتختلف كليا في المضمون عما قاله عون، فرأس الكنيسة المارونية اعتبر ان موضوع سلاح “حزب الله” خرج من يد اللبنانيين مشيرا الى انه ولو كانت هناك استراتيجية دفاعية لكان تم حل جزء من المشكلة، رافضا ابقاء لبنان في عزلته عن محيطه العربي والاقليمي كما هو اليوم، وهو اراد التأكيد ومن ارض الكنانة على نشر وتفعيل وثيقة الاخوة الانسانية في لبنان والمنطقة لتكريس سبل المحبة والسلام والعيش المشترك، كما اعاد التشديد على مواقفه بالنسبة للدعوة لحياد لبنان.

مصادر سياسية مطلعة اشادت عبر “صوت بيروت انترناشونال” بمواقف الراعي الاخيرة والتي تعتبر مُكملة للمواقف المحورية التي اتخذها أسلافه عبر التاريخ، وتلفت المصادر الى ان البطريرك الراعي هو كاردينال اي انه ينتمي الى مجمع الكرادلة و كل تحركاته يطلع عليها الكرسي الرسولي، واذا تقدم موضوع حياد لبنان من خلال ابتعاده عن المحاور والصراعات بالشكل الذي يطرحه البطريرك ويطالب المجتمع الدولي بدعمه، لا شك انه سيكون للفاتيكان دورا مؤثرا على هذا الصعيد.

وتذكر المصادر السياسية بأن اساس وجود لبنان هو الحياد اي انه قام على قاعدة لا مع الغرب ولا مع الشرق وهذا الامر هو من صميم صيغته وميثاقه ودستوره، و ان ما يدعو اليه البطريرك الراعي هو تطبيق لهذا المبدأ اي ان لا يكون طرفًا في الصراعات الاقليمية وبأن يقف على مسافة متساوية من جميع الاطراف المتنازعة.

من هنا، تعتبر المصادر ان دعوة البطريرك في موضوع الحياد جدّية وصادقه اكثر من اي وقت مضى، وموقفه يعبر عن موقف الاكثرية الساحقة من اللبنانيين خصوصا في ظل العزلة الذي يعيشها البلد، وان تكريس حياده يعتبر هدفا بنيويّا لأي خلاص مرتقب ومفترض لوطن الرسالة. وتذكّر المصادر بأن لبنان عضو مؤسس في الامم المتحدة، وفي جامعة الدول العربية، وحماية شعبه وإنقاذ هويته مرتبطان بالأمن القومي العربي والسلام الاقليمي والدولي، وهذا يضمنه القانون الدولي الانساني.

وفي النهاية، يبقى السؤال الى متى سيبقى رئيس البلاد يعيش حالة انكار دون مواجهة الواقع، بينما البلد ينهار ويغرق اكثر فأكثر؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال