الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"غلطة الشاطر.. بمليون"

تبعد بلدة فيطرون الكسروانية، بلدة وزير الإعلام جورج قرداحي، مسافة “رمية حجر” عن بكركي مقر البطريركية المارونية.

لا شك ان الوزير قرداحي تابع الاحتفال الذي أُقيم في بكركي في تموز الماضي لمناسبة إطلاق كتاب “علاقة البطريركية المارونية بالمملكة العربية السعودية” للآباتي انطوان ضو. والكتاب مرجع يوثِّق محطات العلاقة بين المملكة والصرح، وكل هذه المحطات الموثّقة، تظهر فيها إيجابية هذه العلاقة والتي انعكست إيجابًا على العلاقة بين البلدين: لبنان والمملكة.

جاءت هذه الاحتفالية قبل أسبوعين من المقابلة-الإساءة للوزير قرداحي، عن المملكة، والتي سجَّلها في الخامس من آب الفائت.

يَقولون، في معرض محاولة التخفيف من الوَقْع السيئ للمقابلة، انها “أجريت قبل أن يُصبِح وزيرًا”، إنه عذرٌ أقبح من ذنب، فللتذكير: حين عُيِّن قرداحي وزيرًا، كان في لشبونة، عاصمة البرتغال، للمشاركة في احتفال مرور ثلاثين عامًا على تأسيس mbc والتي قدَّم خلالها حلقة خاصة من برنامج ” مَن سيربح المليون ” بمشاركة النجوم الذين حضروا الاحتفال.

كان ذلك في مطلع ايلول الفائت، أي بعد أسابيع على المقابلة – الإساءة ، فكيف شارك في احتفالية مؤسسة تابعة للمملكة، وهو اساء للمملكة قبل ثلاثة اسابيع؟

وحين عاد من الإحتفالية، غداة تعيينه وزيرًا، وفي اول تصريح له في المطار، هاجم ما يحتمي به اليوم، “حرية الآراء” ، فقال: “اتوجه بكلمة الى بعض الجهابذة والمحللين الذين ظهروا عبر شاشات الوسائل الإعلامية خلال اليومين الماضيين وحللوا فلسيمحوا لنا وليهدأوا قليلاً”. وفي مزيدٍ من التدخل بمضمون الإعلام، دعا قرداحي وسائل إلاعلام عدم استضافة سياسيين ومحللين يبشرون لبنانبـ”الجحيم”..

بعد المقابلة – الإساءة، نسي كل ما طالب به وبشَّر به “الجهابذةَ” والإعلاميين لعدم استضافة مَن يبشرون لبنان بالجحيم “.

لكن الأكثر إساءة، هو تمسكه بموقفه متذرِّعًا أنه قاله قبل ان يتسلَّم الوزارة، اي أنه متمسكٌ بعدم الإعتذار.

وليست المرة الاولى التي تقع فيها إشكالية بين قرداحي والمملكة، إذ سبق ان أدلى بمواقف من سوريا و”المقاومة” ادت إلى قطيعة بينه وبين mbc لمدة ثماني سنوات تقريبًا.

لكن السؤال الكبير هو: لو ان هذه الإشكالية متعلقة بسوريا، هل كان هذا الوزير أو غيره يستحضرون “حرية الرأي والتعبير”؟ لماذا لا يستفيقون على هذا الشعار إلا حين بتعلق الامر بالمملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج ؟

جورج قرداحي “يشرب من البئر ويرمي فيه حجرًا”، فإذا كان المملكة “لا تُعجبه” في خياراتها، فلماذا عمِل في إحدى مؤسساتها لأكثر من عشرين عامًا؟ وماذا ربح من التهجم عليها؟

بالتأكيد “لم يربح المليون”، بل تسبب بأذى كبير للبنان وللعلاقات اللبنانية – السعودية، وربما أكثر…