الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

قائد الجيش في الأليزيه... أبعد من مجرد مساعدات

منذ نحو شهر، ومن خارج سياق التطورات، فاجأ قائد الجيش العماد جوزيف عون الطبقة السياسية، فخاطبها بالقول: «يا حضرات المسؤولين وين رايحين»؟ «شو ناويين تعملوا»؟ «بدكن جيش أم لا»؟

كان ذلك في اجتماع قائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة مع أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة في حضور أعضاء المجلس العسكري.

قائد الجيش لم يكتفِ بطرح الأسئلة، بل عرض الوقائع وطرح الأجوبة الحاسمة، صرخ محذرًا: الوضع خطير، خطير جدًا.
في العادة، لا تخرج مثل هذه الإجتماعات إلى العلن الإعلامي، لكن يبدو ان قائد الجيش تعمَّد اتخاذ قرار بنشرها اعلاميًا ليضع المسؤولين امام الحقائق وأبرزها أن الأوضاع بات فوق طاقة الإحتمال.

دَقًّ ناقوس الخطر من قِبَل قائد الجيش ليس ابن ساعته، ففي صيف 2018 ومن متحف اللواء فؤاد شهاب الذي الصبح رئيسًا للجمهورية، أطلق العماد جوزيف عون صرخة مدوّية في وجه من يُنذر سلوكهم بتطويق المؤسسة العسكرية بهدف إضعافها، فقال: «لن نستكين».

اليوم حصل الإرتطام الكبير، فأين قائد الجيش؟ وأين المؤسسة العسكرية؟

من الواضح أن الغرب، والولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، اتخذوا القرار بدعم الجيش على كل المستويات: المالية والعسكرية والتموينية. ازدحمت بيروت بالوفود العسكرية الاجنبية لاستطلاع حاجات الجيش، وبدأت المساعدات بالوصول سواء أكانت تموينية او عسكرية وفقًا للاحتياجات التي تحددها المؤسسة العسكرية .

بلغ الاهتمام ذروته بالدعوة التي وجهتها فرنسا لقائد الجيش لزيارتها، لم تقتصر اللقاءات على لقاء رئيس الأركان ووزيرة الدفاع بل إن المفاجأة تمثَّلت في استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للعماد جوزيف عون، في خطوة فاجأت كبار المسؤولين والسياسيين اللبنانيين الذين رأوا فيها أبعد من مجرد تلبية فرنسا لحاجات الجيش اللبناني، ففرنسا لم تبخل يومًا في مساعداتها العسكرية للجيش اللبناني كما ان كثيرين من ضباط الجيش اللبناني تابعوا ولا يزالون دورات عسكرية في المعاهد العسكرية في فرنسا.

فرنسا، بهذه الخطوة، يبدو انها اتخذت قرارها بالإبتعاد عن الطبقة السياسية التقليدية في لبنان والإقتراب أكثر فأكثر من مجموعات الثورة والمجتمع المدني والمؤسسة العسكرية، فرئيس الديبلوماسية الفرنسية جان إيف لو دريان، في زيارته الأخيرة للبنان، تعمَّد عدم الإلتقاء بالطبقة السياسية واقتصرت لقاءاته على رئيسي الجمهورية ومجلس النواب ولقاء خاطف مع الرئيس المكلف في قصر الصنوبر، لكن اللقاءات البارزة والموسعة كانت مع مجموعات الثورة، وهذا ما يعزز الانطباع بان فرنسا فقدت أملها بالطبقة السياسية.

أبعد من فرنسا، وفي معلومات موثوقة، فإن قائد الجيش تلقى دعوة لزيارة واشنطن، فهل التنسيق الفرنسي الاميركي حيال لبنان يبدأ بالمساعدات العسكرية ليصل إلى مكان آخر ؟