السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كأنَّ المُعتذِر يقول للمكلَّف: "أمامك بعد 18 زيارة"

“ساتردد باستمرار الى القصر الجمهوري لتبادل الرأي مع فخامته لكي نصل الى تشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن”.
هذا كان جزءًا من التصريح الذي أدلى به الرئيس المكلَّف بعد زيارته الأولى لقصر بعبدا إثر استشارات التأليف غير الملزمة التي أجراها مع النواب.

مَن يعُد إلى زمن ” التكليف السابق” فإنه يعتقد للوهلة الاولى بأن هذا التصريح ادلى به ” المكلَّف المعتذِر” بعد زيارته الأولى لقصر بعبدا إثر انتهاء استشارته النيابية غير الملزمة للتاليف في تشرين الثاني 2020.

كأن التاريخ يعيد نفسه :” المكلَّف المعتذِر ” كان يعتقد بأن التأليف ” نزهة “فقدَّم تشكيلة حكومته في 9 كانون الاول 2020 ، بعد أسبوعين تقريبًا على تكليفه ( 22 تشرين الثاني 2020)، ومن فرطِ التفاؤل آنذاك، المبني على اوهام، راهن البعض على ولادة الحكومة قبل عيد الميلاد، لتكون “هدية الاعياد للبنانيين”.

لكن هذا التفاؤل إنقلب إلى تشاؤم، فمرَّ عيد الميلاد، وكل الأعياد لدى كل الطوائف، وسجَّلت طريق بيت الوسط بعبدا 19 لقاء، على مدى تسعة أشهر،انتهت بورقة الإعتذار بدل ان تنتهي بورقة التشكيلة الثالثة والثابتة للحكومة.

ماذا تبدَّل اليوم ليُصبِح ممكنًا ما كان مستحيلًا؟

عمليًا لا شيء، فحين يُنقَل عن رئيس الجمهورية قوله:

“لن أعطي نجيب ما لم أعطه لسعد”.

وحين يُنقَل عن ميقاتي قوله:” لن اقبل بما رفضه سعد”، فإن العقدة الكاداء تكون قد ارتسمت من اللقاء الاول.

إذا كانت الحكومة العتيدة ستكون “حكومة الإشراف على الإنتخابات النيابية”، فإن ” العقدة الكأداء” بحسب معلومات “صوت بيروت انترناشونال”، هي لمَن ستؤول وزارة الداخلية؟

الرئيس عون يريدها من حصته ، وسبق ان طرح ليتولاها احد المحامين المحسوبين عليه عادل يمين. وتضيف المعلومات ان عون يريد ايضًا وزارة العدل، وعليه فإذا كان ثنائي امل حزب الله يتمسك بالمالية ، وعون يريد الداخلية والعدل، فماذا يبقى لموقع الرئاسة الثالثة؟

قد لا يصل ميقاتي مع عون إلى الجولة التاسعة عشرة، ولا يضير رئيس الجمهورية ان تبقى حكومة الرئيس حسان دياب، اليست دوائر القصر مَن دفعت سابقًا في اتجاه ” فتح ملفات ” للرئيس المكلَّف لدى ” قاضية العهد ” غادة عون؟

كيف يضع عون توقيعه إلى جانب توقيع مَن كان ينوي محاكمته؟

لعل إنعاش الذاكرة يفيد في بعض المفاصِل.