السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كتلة التغيير: جبل تمخض فولد فأراً

يرفعون شعارات “مواجهة السلطة” ولكنّهم يرفضون شتّى تنسيق مع القوى التي تُجاهر منذ عقود بمواجهتها المباشرة مع الطقم الفاسد، و خرجوا عن الدور الذي من المفترض أن يقوموا به ولم يعودوا نقطة تحول في سياسة المجلس، إنهم فارغون من كل وعي سياسي ومضمون تغييري.. و ليسوا إلا شلّة من المراهقين في السياسة، فهل اندثر سراب التغييرين في ضياع بوصلتهم؟

إنّ أقل ما يقال عن ممارسات نواب “الثورة” هي أنها بعيدة كل البعد عن الوعي السياسي، وتندرج تحت خانة الممارسات “الصبيانية” من دون أي رؤية أو هدف واضح، فالتغيير بالفعل لا بالقول، و هو لا يكمن في اطلاق شعارات مجازية او اتخاذ مواقف مبدئية عنوة بالجميع، ولليوم مقاربتهم للعمل السياسي والتشريعي لا توحي بتغيير نمط إنما بمحاولة مجاراة النمط القائم، بدليل اصرارهم على إجراء تفهمات ومبادرات وتدوير زوايا مع أركان المنظومة كافة دون استثناء.

مستوى الجهل السياسي لدى هؤلاء في مقاربة هكذا استحقاق مفصلي، والذي من شأنه أن يقرّر مستقبل ⁧البلاد انعكس في سلوك نواب التغيير‬⁩ في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، و الآداء الكارثي المفعول به من قبلهم يزيد من خيبة اللبنانيين، خاصةً و أنّ ثورتهم التي تمثّلت بالانتفاض على السلطة طمحت للاطاحة بالاخيرة و لم يكن ينتظر الشعب المنكوب مزيداً من التراخي والتراجع من قِبَل مَن أمّنوهم على مستقبلهم.

فمع هذه المنظومة، الكلام لا ينفع و العبرة في التنفيذ، و التغيير يكون بالعمل على إحداث فرق ملموس، والوصول الى نتيجة حسّية في الواقع السياسي، يترجم في الحياة اليومية للمواطن، و الحل يتبلور في رسم خط الانقسام في مكان آخر، ⁧‫بعيداً عن الاستحقاق الرئاسي خاصة بوجود ⁧‫الميليشيا‬⁩ التي تريد الاتيان برئيس يراعي مصالحها، والأجدى في هذه المرحلة التفاف جميع القوى المناوئة لحزب الله من تغييريين وسياديين ..بدلا من زيادة الانقسامات والبدء من الصفر.

اخيراً، الى نواب الثورة نقول: “تذكروا ١٧ تشرين.. لعل الذكرى تنفع”، انتهت الفرصة الأخيرة لكُم لتثبتوا أنّكم فعلاً “تغييريين، “تعطون أملاً وفرصةً ولو لمرّة واحدة للشعب اللبناني الذي أصبح اليوم يتوق الى العيش بكرامة وحريّة، و المعركة الرئاسية هي الامتحان الأكبر في مسيرتكم النيابية، و عندها يكرم المرء او يهان.