الخميس 1 ذو القعدة 1445 ﻫ - 9 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كل المؤشرات تدل على أن الطرق المؤدية لتطيير الانتخابات قد سُدت بالكامل

قبل ساعات قليلة على اكتمال مشهد الترشيحات للانتخابات النيابية المقررة في 15 ايار المقبل منتصف الليلة، تستعد الماكينات الانتخابية للعمل بكامل طاقاتها حيث بدأ هدير هذه الماكينات يعلو فوق كل الاصوات الداعية في العلن والخفاء لتأجيل هذا الاستحقاق، وفي الوقت الذي تنكب فيه الاحزاب والتيارات السياسية والمرشحين المستقلين لوضع اللمسات الأخيرة على خارطة التحالفات من خلال غربلة الاسماء واكتمال اللوائح التي يجب ان تكون تبلورت بشكلها النهائي في الرابع من نيسان كحد اقصى حسب ما ينص عليه قانون الانتخابات.

واللافت كان في الساعات الماضية الحملات السياسية التخوينية والطائفية والمذهبية الخالية من البرامج الواضحة والجدية، بل تهدف هذه الحملات أولاً وأخيراً للاستقطاب السياسي وشد العصب الشعبي من خلال الوعود الفضفاضة بتحسين واقعهم المعيشي والاجتماعي والسياسي في ظل ظروف اقتصادية ومالية غير مسبوقة.

مصدر سياسي متابع للعملية الانتخابية يؤكد “لصوت بيروت انترناشونال” ان كل المؤشرات تدل على أنه لم يعد هناك أي مجال لتأجيل هذا الاستحقاق على الرغم من انه كان هناك نية جدية من قبل المنظومة السياسية للدفع نحو هذا التأجيل وهي لم تترك حجة وتبريراً الا وبحثت عنهما لتطيير هذا الاستحقاق من دون ان تتحمل مسؤولية ذلك بشكل مباشر امام الراي العام المحلي والدولي.

ويشير المصدر الى انه انفضحت النوايا ولم يعد باستطاعتها البحث عن اي أعذار للتأجيل، معتبراً ان هناك فئة معروفة بذلت كل ما في وسعها من اجل التمديد للمجلس النيابي الحالي لتستمر باستئثار السلطة المستفيدة منها بكل مندرجاتها، مع علمها بأنه لا يوجد اي مبررات دستورية او قانونية للتأجيل.

ويلفت المصدر الى انه حتى آخر محاولاتها بالإعلان عن أن الاوضاع المالية لا تسمح بإجراء الانتخابات فشلت بعدما تم التأكيد على صرف الاعتمادات اللازمة للعملية الانتخابية، كما ان إثارتها لموضوع “الميغاسنتر” كان واضحاً رغم علمها الأكيد بأن هناك استحالة لاعتماده في هذه الانتخابات بسبب عدم القيام بالتحضيرات اللازمة لذلك منذ سنوات.

وتغمز المصادر باتجاه “التيار الوطني الحر” تحديداً والذي تدل كل المعطيات على أنه سيفقد عدداً لا بأس به من مقاعده في المجلس النيابي، وهذا الامر بدا واضحا من خلال الكلام العالي السقف لرئيسه النائب جبران باسيل يوم الاحد الماضي، حيث عمد الى “نكش الماضي” واظهار نفسه وكأنه خارج هذه المنظومة التي اوصلت لبنان وشعبه الى ما وصل اليه من وضع اجتماعي مزرٍ، وكما التيار البرتقالي فالأكيد ان هناك غيره من الاحزاب والتيارات ستفقد عدد من اعضائها لصالح وجوه جديدة مستقلة.

وتجزم المصادر بانه حتى الان كل الوقائع تشير الى ان كل الطرق المؤدية الى تطيير الانتخابات قد سُدت بالكامل بوجه غالبية المنظومة السياسية الساعية لذلك، وبات الامر بيد الناخبين الذين عليهم الاقتراع بكثافة لإفراز طبقة سياسية جديدة تحاكي تطلعاتهم وآمالهم، لا سيما ان الشعب اللبناني من دون استثناء أصبح يعاني الأمرّين من الظروف الصعبة التي وصل اليها نتيجة المصالح الشخصية وسياسة المحسوبيات.

وفي النهاية، لكل مواطن الحق في التصويت ولا يجوز التلكؤ من القيام بواجبه الوطني، فإما ان يكون خياره صحيحا للتغييّر المنشود ووضع البلد على السكة النهوض والاصلاح والازدهار، واما الابقاء على الواقع الحالي والاستمرار بالسير نحو المزيد من الانهيار والانحدار نحو المجهول.