السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

" كم دبابة تملك بكركي؟ "

ساذجٌ مَن يستخِف بخطاب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي امام التجمع الشعبي في بكركي السبت 27 شباط ، وقمة السذاجة الصفة التي اطلقها على الخطاب تلفزيون المنار الناطق باسم حزب الله فوصفه بانه ” خطاب فيهِ ملخصُ اقلامِ بقايا الرابعَ عشرَ من آذار ” .

كم هو منحطّ الإستخفاف في السياسة ، حزب الله يهزأ من خطاب الراعي إلى درجة أنه ينسب كتابته إلى ” أقلام بقايا الرابع عشر من آذار ” ، وكأنه ، أي الحزب ، يريد ان يوحي بان سيد بكركي يستعير قلمه من بقايا 14 آذار .

بالتاكيد هذه مكابرة ليست في محلها على الإطلاق ، فبدلًا من إجراء قراءة تحليلية للخطاب ، يعمد حزب الله إلى الاستعاضة عن التحليل بالإستخفاف ، لكن فاته أن مبادرة بهذا الحجم لا يُعقَل ان تكون قد أُنجِزَت في مكتب البطريرك الراعي في بكركي فقط، من دون استمزاج او تفعيل الاتصالات مع قيادات لبنانية فاعلة ، سواء في الداخل أو في الخارج ، وكذلك مع عواصم فاعلة .

ما يستدعي التوقف عنده ان حزب الله يثابر على الاستخفاف بطرح بكركي ، فمنذ ايام ألقى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله خطابصا انتقد فيه بعنف التدويل قائلًا : ” نحن نرفض أي شكل من أشكال التدويل، ونرى أنه مضر بلبنان، بل خطر بل نراه خطرًا على لبنان، وعلى مستقبل لبنان … ويتابع نصرالله فيقول : ” أي كلام عن قرار دولي تحت الفصل السابع هو دعوة إلى الحرب،وهذا لا يجوز السكوت عنه ولا يمزح أحد بهذا الموضوع ” .

إذا كان هذا الكلام ردًا على البطريرك الراعي ، فهل البطريرك ” يمزح ” ؟
من خلال ما شهدته بكركي ، يبدو ان البطريرك الراعي لا يمزح على الإطلاق بل هو جدي إلى اقصى درجات الجدية ، حتى ولو اراد السيد نصرالله ان يتعاطى مع الموضوع بلهجة السخرية .

في التاريخ الحديث شواهد على ما نعيشه هذا الايام .

عندما أخبر رئيسُ الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الزعيمَ السوفياتي جوزيف ستالين، أثناء مؤتمر يالطا في شباط 1945، بأن بابا الفاتيكان قد أعلن الحرب على هتلر، أجابه ستالين ساخراً: “كم دبابة عند بابا الفاتيكان؟” …

وكأن الذين ينتقدون البطريرك الراعي يسألون بسخرية :” كم دبابة عند سيِّد بكركي ” ؟

لكن من الواجب السخرية المُغلِّفة للتهديد ، لم تعد سارية المفعول . ألم يوجِّه البطريرك صفير في ايلول 2000 نداء بكركي الذي يطالب بسحب الجيش السوري ؟ لم يخف من احد علمًا انه لم يكن عنده اي دبابة … فهل مَن يتعظ ؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال