الأحد 4 ذو القعدة 1445 ﻫ - 12 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لأسباب خارجية لا حكومة.. والعراقيل الداخلية وهم

أيُّ عاقل يمكن أن يُصدِّق أن معوقات تشكيل حكومة جديدة في لبنان هي محض داخلية، ولا علاقة للخارج في عرقلة هذا التشكيل؟

ايُّ عاقل يمكن ان يُصدِّق ان حزب الله لايستطيع “المونة”على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لخفض سقف شروطه وتسهيل تشكيل الحكومة؟

في ملفات كثيرة ومحطات كثيرة، ” مَانَ ” الحزب على باسيل الذي تراجع عن خطوات لوَّح بها، ألم يتراجع باسيل عن خطوة الاستقالة من مجلس النواب؟ هذا التراجع جاء بناءً على ” نصيحةٍ ” من الحزب!

هذا يعني أن الحزب بإمكانه الضغط على باسيل في شأن تسهيل ولادة الحكومة، إذا أراد، لكنه لا يريد يفعل لأن هو لا يريد تشكيل حكومة في الوقت الراهن، لأنه يربط ورقة تشكيل الحكومة باعتبارات تهم إيران على طاولة المفاوضات في فيينا مع الغرب في موضوع الملف النووي الايراني.

يقول مصدر قريب من ملف تشكيل الحكومة لـ”صوت بيروت انترناشونال”: لو ان حزب الله يريد فعلًا حكومةً لكان استخدم الثِقل المطلوب كما كان يفعل في السابق، وليس الثِقل الوهمي”. ويذكِّر هذا المصدر بان حزب الله أثناء تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في ربيع العام 2011 ، تخلَّى من حصتِه عن أحد الوزراء الشيعة، وسمَّى مكانه وزيرًا سنيًا هو فيصل كرامي، فتشكلت الحكومة وكان فيها سبعة وزراء سنَّة وخمسة وزراء شيعة.

ويختم المصدر: هكذا يكون التسهيل، اما عدا ذلك فهو ” تسهيل كلامي ولفظي” تمامًا كما هو حاصلُ اليوم. إنها عملية توزيع أدوار بين ” ثنائي تفاهم مارمخايل”: حزب الله لا يريد حكومة، والتيار الوطني الحر تناسبه حكومة حسَّان دياب، فهل وقع الرئيس المكلَّف نجيب ميقاتي في كمين مزدوج بَطلاه الحزب والتيار؟ وهل اكتشف متاخرًا أنهما لا يريدان حكومة؟

من الدلائل على ان الرئيس ميقاتي بدأ يستشعر العرقلة المقصودة، ان زياراته لقصر بعبدا أصبحت مُقِلَّة، وهو الذي كان وعدَ، عند تكليفه، بانه سيزور قصر بعبدا يوميًا إلى حين التوافق مع رئيس الجمهورية على التشكيلة الحكومية ، لكنه تراجع عن هذا الوعد لينتقل إلى وعدٍ ثانٍ بانه لن يزور قصر بعبدا إلا عند نضوج التشكيلة، لكنه تراجع ايضًا فزار بعبدا للمرة الثالثة عشرة من دون ان تكون التشكيلة قد نضجت.

ما هو الوعد الثالث للرئيس ميقاتي بعد سقوط الوعدَيْن السابقين؟

المسألة ابعد من مسألة وعود، إنها تجاذب بين واشنطن ومعها باريس، وبين طهران من جهة ثانية، وهذا التجاذب أكبر من كل الوعود.