الخميس 1 ذو القعدة 1445 ﻫ - 9 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لا هوامش لميقاتي.. وسيلتزم بما يريده حزب الله!

اصبح من المؤكد بأن المبادرة العربية التي نقلها الى لبنان وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح تحظى بغطاء دولي، وهي تلاقي في مضمونها مطالب قسم كبير من الشعب اللبناني بعودة الدولة والدستور واستكمال تطبيق اتفاق الطائف والشرعية العربية والدولية من خلال الترحيب المطلق بها ، ولكن كل المعطيات السائدة حتى الان تشير الى ان الجواب اللبناني المتوقع ان ينقله يوم السبت المقبل وزير الخارجية عبد الله بو حبيب لن يكون ردا واضحا وصريحا، بل سيكون بمثابة مواقف تسويفية رغم بعض الايجابية التي تشيعها اوساط السلطة اللبنانية الحاكمة، لان الجواب الحقيقي هو عند “حزب الله” وامينه العام حسن نصر الله المعني بعدد غير قليل من مضمون هذه المبادرة التي تؤكد ان لبنان لا يزال موضع اهتمام عربي ودولي على عكس ما يشاع.

مصادر سياسية متابعة لمضمون المبادرة تشير لـ”صوت بيروت انترناشيونال” بأن “حزب الله” يعتبر نفسه غير معني بهذه المبادرة على الاطلاق، وبحسب المعلومات فهو ابلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأنه ليس له وجود في اليمن وغير معني بالحرب هناك على الاطلاق، وان الاتهامات السعودية لا تلزمه بشيء، وعليه وحسب المصادر فإن رئيس الحكومة سيتصرف على أساس ان الحزب هو المقاومة التي هي جزء من البيان الوزاري على قاعدة ” جيش مقاومة وشعب”، وتتوقع المصادر ان لا يكون لدى الرئيس ميقاتي الكثير من الهوامش سوى الالتزام بما يريد “حزب الله” نقله الى دول الخليج، وهذا الامر سيسفر عنه حسب ما تتوقعه المصادر السياسية تصنيف الحكومة والحزب في موقع واحد بالنسبة الى هذه الدول وللمجتمع الدولي.

المصادر السياسية ترى ان لبنان سيتجه سريعا نحو ازمة خطيرة وكبيرة مع الدول العربية والمجتمع الدولي، وذلك بسبب سيطرة “حزب الله” على البلد واغراقه بالازمات واتخاذه رهينة حتى بتهديد كيانه، وهو يعمل ضمن معادلة وهي ” اذا لم تتم مساعدة لبنان فسيعمل على اغراقه اكثر، اما اذا تم تقديم المساعدة له سيكون هو المستفيد الاول” .

وتلفت المصادر الى ان “حزب الله” استفرد بالبلد واستفاد من تساقط خصومه في 14 اذار تحت وطأة الاغتيالات والارهاب وهو سيستمر في هذه السياسة ما دام الواقع الاقليمي لا يدفع في اتجاه دعم جبهة حقيقية سياسية في مواجهة هذا الحزب، كذلك طالما ان الموقفين الدولي والاميركي لا يزالان غير حاسمين من كف اذرع ايران الارهابية في المنطقة.

ولا تستبعد المصادر السياسية ان تكون هذه المبادرة هي الانذار الاخير للبنان وبضرورة عودة المسافة الفاصلة بين الدولة وبين “حزب الله”، ولكن في المقابل وحسب المصادر فإنه لم يعد ممكن الفصل بين الدولة المُحتلة وبين حزب مسيطر على البلد من قبل ايران.

وتشدد المصادر على اهمية حصول تحرك لبناني وطني في المناطق اللبنانية الخارجة عن سيطرة وهيمنة “حزب الله” لكي تُشكل مناطق محررة لقيادة المواجهة مع الحزب في المرحلة المقبلة بغض النظر عن موضوع الانتخابات النيابية ، وتعتبر ان هذه هي الامكانية الوحيدة التي يمكن من خلالها الوصول الى تصور لمخرج للبنان للخلاص من هذه الكارثة التي اسمها “حزب الله”، وتعتبر انه من دون مواجهة حقيقية سياسية صلبة مع الحزب فمعظم الشعب اللبناني سيستمر في جهنم الذي عبّر عنها رئيس الجمهورية بشكل واضح.

من ناحيتها تدعو مصادر معارضة أخرى الى تكوين جبهة عريضة جريئة تكون عابرة للطوائف والمناطق من اجل الاعلان بصراحة عن رفضها للاحتلال الايراني والخروج من نفوذه وسيطرته كما رفضت في العام 1943 الانتداب الفرنسي والاحتلال الاسرائيلي للبنان ودعمت المقاومة عندما كانت مقاومة حقيقية نظيفة، وكما أخرجت السوري في العام 2005 .

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال