الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان.. بين عته مرشد الجمهورية و صهر الرّئيس

تبدد لبنان، فمن دولة مفلسة و فاسدة و منهارة، تحول الاخير الى دولة مارقة ضُبط فيها الزمن اللبناني على توقيت ساعة طهران، بمباركة “دستورية” و بسحر “مار مخايل” عُزل لبنان عربيّاً ودوليّاً، وأُغرق في مزيد من الديون، ودُمرت كلّ مقوّمات وجوده في ظلّ انهيارٍ للنظام المصرفي مع انعكاس ذلك على كلّ قطاعاته الحيوية، و الاتي اعظم بالتأكيد.

“تابو” من الغرائب و العجائب؛ لم يعتبر نصرالله يوماً لبنان وطناً له، فالاخير فرض ميشال عون رئيساً للجمهوريّة كضمانة لفرض “الاحتلال الإيراني”،
و لجهة ضم لبنان إلى الهلال المشرقي، و إضعاف الدولة وفرض سلاحاً غير شرعي يفوق في قوته وتأثيره قوة السلاح الشرعي، فاتخذ من الشعب اللبناني “رهينة” لعين المرشد الاعلى.

المريب في كل ما ذكر، عندما نتحدث عن لبنان، نجد البلاد و العباد تتخبط في معضلة الثنائي الابرز باسيل-نصرالله، فغطى ميشال عون، بضمانة من جبران باسيل، كلّ ارتكابات “حزب الله”، فهو أتاح لسلاح “حزب الله” غطاء مسيحياً مهماً، فضلاً عن إرباحه رزمة من المكاسب السياسية، مما اعطاه شرعيّة لسلاحه غير الشرعي الموجّه إلى صدور اللبنانيين وما بقي من مؤسّسات في دولة فاشلة تحوّلت إلى جرم يطوف في الفلك الإيراني.

واقع الحال اليوم ان لبنان رهينة تنظيم مسلّح في هذه المرحلة الأسوأ في تاريخه الحديث،و بناءً على ما تقدّم، حركة البلاد مشلولة و لن يسمح الاخير بإجراء أي إصلاحات أو انتخابات أو إعادة هيكلة مالية ما لم يحّد الحزب المدعوم من إيران وهذا يعني أن التركيز على الإصلاحات في هذه المرحلة من دون التعامل مع العوامل السياسية التي تقف في طريقها هو مضيعة للوقت.

حلفاء حزب الله ليسوا إلا فاسدي الجمهورية وفاشليها ومفشليها، لم يتوارى حزب الله بخياراته الانتخابية عن المنظومة نفسها، فالاخير يريدهم جميعهم، حزب فاسد تلو الاخر، و لبنان لن يكون سليم بظل وجود الفرقاء الحلفاء، حماة السلاح، وما تستتبعه هذه الحماية من شروط و نتائج تتراوح بين التبعية و الخضوع، والقبول بالعزلة و التأنين الكهربائي، وبحد من الطبابة والاستشفاء والتعليم فضلا عن البؤس والفقر والاستبداد.

اخيراً، إن لبنان لن يرى الأمن والسلام إلا بنزع سلاح حزب الله و حلّ الاخير للابد، اما عن الانتخابات في ظل “بي الكلّ” و صهره، نقول لا تعديل في الدولة في ظل “الدويلات”، فالحليف الاقوى “حزب الله” يشاهد انهيار لبنان، آملاً بأن يسمح له سلاحه وأمواله بالسيطرة على البلاد.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال