الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ماذا يريد بهاء الحريري؟

… والسؤال الذي يعقبه: لماذا لا يحق لبهاء الحريري أن يكون له ما يريد؟ ولماذا أصلًا يجب أن يُطرَح السؤال؟

هو لبنانيٌ منذ أكثر من عشر سنوات (كما يرِد في إخراجات القيد الفردية).

لا حُكمَ عليه (كما يرد في السجل العدلي).

دافعٌ كل الرسوم والضرائب، يعني “متمِّمًا كل واجباته”.

تأسيسًا على كل ما تقدَّم، ألا يحق له أن تكون له حقوقه المدنية والسياسية؟ فلماذا في كل مرة يُغرِّد أو يقوم بمبادرة أو يُدلي بتصريح أو يتخذ صفة المتكلِّم ، يُطرَح السؤال: ماذا يريد بهاء الحريري؟

بهاء الحريري يريد أن يكون مواطنًا لبنانيًا يطبِّق القانون، هل هذا عيب؟

بهاء الحريري يحق له، إذا أراد، أن يدخل معترك العمل السياسي، هل هذا عيب؟

بهاء الحريري يقوم بأعمال إنسانية في كل المناطق ولدى كل الطوائف والمذاهب، فهل هذا عيب؟

بهاء الحريري لم يتورَّط، لا مباشرةً ولا مداورةً بأي عمل مخالِف للقانون، ولم يقف وراء أي مجموعة مسلَّحة ولم يموِّل أي مجموعة ينطبق عليها العمل المسلَّح، فهل هذا عيب؟

عيبُ بهاء الحريري في نظرة بعض الآخرين المتضررين من وجوده وتقدمه في المشهد، وليس فيه.

عيبهُ في أنه، بمجرَّد وجوده، شكَّل هلعًا للآخرين، للأقربين كما للأبعدين، وفي ذلك مشكلةٌ لهؤلاء وليس له: لا يقدِرون على أن يفعلوا مثله، ولا يريدون أن يفعلوا مثله. فماذا يفعلون؟ ينتقدون ويحللون ويجتهدون ويشوهون، وفي خلفية تفكيرهم: “من أين جئت يا رجل؟ لماذا جئت؟ كنا خارج دائرة المنافسة، فما نفعله هو “الصح”، لأن لا فعلَ غيره، دخلتَ المعترَك فكشفتنا”.

نسارِع إلى القول: مَن يهمسون في انتقاده، يُلِحون في طلب رقم هاتفه ويتمنون أن يرد على مكالماتهم، وإذا لم يفعل، أو تأخر، يتوسطون ويُوسِّطون، وهذا ما كان يفعله بعضهم مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ويُقارنون ويَعيبون المنافسة، ولكن مهلًا، هل قرأ هؤلاء عن الحياة السياسية في لبنان في التاريخ المعاصِر؟

عند الشمعونيين، انخرط في العمل السياسي نجلا الرئيس شمعون، دوري وداني.

عند الكتائب، الرئيسان امين وبشير الجميل.

عند الكتلة الوطنية: ريمون أده وبيار اده

عند الارسلانيين: فيصل وطلال ارسلان.

عند المردة: طوني وروبير فرنجيه.

عند آل كرامي: رشيد وعمر كرامي.

عند “التنظيم الشعبي الناصري” مصطفى سعد واسامة سعد.

وتأسيسًا على ما تقدّم، كانت المنافسة، والكلمة الأخيرة للناس وللرأي العام الذي يعرف أين يضع ال “نعم” وأين يضع ال “لا”.

قَلَّما تُخطئ ذاكرة الناس، تأتي بعض الإنتقادات مصطنعة كأن يُقال: ” ارادوا تعيير التفاحة فوصفوها باحمر الخدَّيْن”.

وصفوا بهاء الحريري بأنه يستثمر في الإنسان فيوظِّف أكثر من ألف لبناني في نطاق الإعلام وفي مؤسساته الإعلامية.

وصفوه بأنه يدعم أنشطة رياضية وثقافية.

وصفوه بأنه يساعد مؤسسات صحية واستشفائية.

ماذا يريد بهاء الحريري؟

يُعطي ولا يُعطى، فأين العيب؟

للعِلم، بهاء الحريري “يعمل على خط الاغتراب- لبنان “وليس على خط” لبنان-الاغتراب”، بمعنى آخر، يعمل على تثبيت اللبناني في وطنه لأنه يعرف ماذا يعني نزف الهجرة.

وللعِلم أيضًا، رفيق الحريري استثمر في الإنسان اللبناني منذ العام 1982 حتى العام 1992 ولم يكن لا نائبًا ولا وزيرًا ولا رئيس حكومة.

مروحة حركة بهاء السياسية والإنسانية كبيرة جدًا، فهل اتخذ القرار بالإنخراط كليًا ،وحضوريًا، في اللعبة السياسية؟

هذا الجواب عنده، وفي اعتقاد كثيرين يُفتَرَض ألا يتأخر في الإجابة.

بهاء الحريري يتابع أدق التفاصيل، لكنه لا يغرق بها.

لديه هدف واحد واستراتيجية كلماتها تُعدُّ على أصابع اليد الواحدة:

“إنتشال” مسيرة رفيق الحريري وإكمالها.