الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ماذا يقصد نصرالله بـ" ازمة نظام"؟ وماذا يحاول أن يُمرِّر؟

ماذا يعني أن يقول امين عام حزب الله حسن نصرالله “أننا في أزمة نظام ولسنا في أزمة حكومة”؟

في العادة، لا يُلقي نصرالله الكلام جزافًا، بل يوجِّه رسائل، منها ما هو إلى الداخل، ومنها ما هو إلى الخارج، فايُّ الرسائل اراد إيصالها؟

لو اكتفى بالحديث عن ” أزمة تشكيل الحكومة” لَما كان احدٌ توقف عند هذا القول، لأنه بات معروفًا وممجوجًا من كثرة تكراره، ولكن ان يقول” إننا في أزمة نظام” فالمقصود أن الأزمة في الطائف. النظام اليوم هو “نظام الطائف” وحين تكون هناك أزمة في النظام فهذا يعني أن هناك أزمة في الطائف، والطائف لم يعد مجرد وثيقة فحسب بل اصبح دستورًا حيث أن ثلثَي مواد الدستور التي عُدِّلَت بعد إقرار وثيقة الطائف، مستوحاة من بنود الطائف، فإذا كان فيها أزمة، فهل يقصد السيد نصرالله أن المطلوب تعديل الدستور؟ وإذا كان هذا هو المقصود فما هي الآلية لتعديله؟ هل عبر آلية مجلس النواب من خلال ما تقترح الحكومة من تعديلات؟ ام عبر ” مؤتمر تأسيسي ” يُطرَح ثم يُسحَب ثم يُطرَح مجددًا ؟
ماذا يُقصَد بالمؤتمر التاسيسي؟

يقول مرجع دستوري لـ”صوت بيروت انترناشونال” إن ” المؤتمرات التاسيسية ” التي تنتهي بنجاح، تؤسس إلى مرحلة دستورية جديدة، لكن نجاح مثل هذه المؤتمرات نادرٌ ومشروط بتهيئة الظروف الداخلية والدولية له” .

ويتابع المرجع الدستوري “كثيرة هي المؤتمرات التي انعقدت منذ 1976 حتى 1989، ولم يصل أيٌّ منها إلى نتيجة سوى مؤتمر الطائف: انعقد في لبنان ” مؤتمر الحوار ” في منتصف السبعينيات، في عهد الرئيس الراحل سليمان فرنجيه، ثم انعقد مؤتمرا جنيف ولوزان في عهد الرئيس امين الجميل.

وحده مؤتمر الطائف الذي انعقد في تشرين الأول من العام 1989 أوصل إلى نتيجة: انهى الحرب وعدَّل الدستور بشكلٍ جذري.

ما كان لمؤتمر الطائف ان يوصِل إلى “اتفاق الطائف” لولا الرعاية العربية له وعلى راسها المملكة العربية السعودية والجزائر والمغرب، وهذه الدول كانت تُشكِّل اللجنة الثلاثية العليا. ولولا الدعم الدولي، وفي مقدِّم الداعمين الولايات المتحدة الاميركية والفاتيكان، وعلى رغم كل هذا الدعم، فإن انطلاق تنفيذ مؤتمر الطائف تعثَّر وتأخر سنة كاملة لأن رئيس الحكومة العسكرية آنذاك، العماد ميشال عون، رفض الإعتراف بالطائف ورفض تسليم قصر بعبدا للرئيس الجديد، الرئيس رينيه معوض اولًا الذي استُشهِد بسيارة مفخخة، والرئيس الراحل الياس الهراوي الذي انتُخِب بعد اغتيال معوض.

اليوم، ايُّ مؤتمر سينجح في ظل الظروف الداخلية والخارجية؟

لا توافق داخليًا، وخارجيًا،الظروف العربية والدولية غير مهيأة.

وإذا كان هذان الامران من البديهيات، فلماذا يطرح نصرالله ” ازمة النظام” مع علمه ان سقف ظروف اليوم تأمين ربطة خبز وعلبة دواء وصفيحة بنزين، فهل هذا الطرح هو للإلهاء ولتمرير بعض الأمور من خلال هذا النوع من “القنابل الدخانية”؟