الأربعاء 29 شوال 1445 ﻫ - 8 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما مدى ارتباط مصلحة إيران بعدم اتساع قواعد الاشتباك؟

فيما الأنظار تتجه الى نتائج ما ستسفر عنها الهدنة المؤقتة الإنسانية في غزة، يبقى الداخل اللبناني ينشغل بالتطورات الأمنية على الجبهة الجنوبية وكيفية انعكاس هدنة غزة عليها بعد الحديث عن ارتباطها بالميدان هناك، بدليل ان حرب الجنوب فُتحت عمليا بعد عملية “طوفان الأقصى”، خصوصا بعد تصاعد العمليات المتبادلة على طرفي الحدود بشكل كبير قبيل ساعات قليلة من بدء سريان الهدنة، ولكن رغم ذلك يبقى الترقب سيد الموقف لتحركات “حزب الله” المتوقعة بعد عملية الاغتيال الذي تعرض لها عدد من مسؤوليه يوم الأربعاء الماضي من قبل إسرائيل، وأدت الى استشهاد خمسة منهم من بينهم نجل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” عباس محمد رعد.

وفي هذا الاطار، اعتبرت مصادر سياسية متابعة “لصوت بيروت إنترناشونال” ان كافة المعلومات الديبلوماسية كانت تؤكد أن إسرائيل ستقوم بتوجيه ضربة موجعة لـ”حزب الله” وذلك ردا على العمليات الذي يقوم بها الحزب تجاه المستوطنات الإسرائيلية والثكنات العسكرية ووصولها الى عمق الأراضي المحتلة، لذلك تلفت المصادر الى ان لا احد يمكنه في الوقت الراهن التكهن لما ستؤول اليه الأوضاع بعد التطورات العسكرية التي جرت في اليومين الماضيين، على الرغم من ان الولايات المتحدة وعدد من الدول قاموا ببذل مساعي مكثفة لعدم توسع خارطة العمليات العسكرية في كل من لبنان وإسرائيل التي كان لديها نية جدية لشن هجمات واسعة على الأراضي اللبنانية.

وأشارت المصادر إلى تحذيرات دولية تلقتها الدولة اللبنانية تتعلق بخطورة التصعيد الذي يقوم به “حزب الله” تجاه إسرائيل، حيث يمكن ان تتفلت الأمور وتشتعل الحرب بشكل سريع، خصوصا مع خروج واضح من قبل طرفي النزاع على الحدود عن قواعد الاشتباك بعد ان طالت القذائف والصواريخ وحتى الغارات المنطقة الممتدة شمال الليطاني أي منطقة الخط الأزرق، مما أدى الى ازدياد خطر اندلاع حرب واسعة.

وبحسب المعلومات فان إسرائيل كانت طالبت الموفد الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة الى المنطقة بدعوة الدولة اللبنانية للضغط على “حزب الله” لسحب قوات النخبة لديه المعروفة بقوة “الرضوان” والمنتشرة على الحدود، وإبعادها الى ما بعد شمال نهر الليطاني وذلك قبل تنفيذ عمليتها ضد قادة هذه القوة، مما يعني ان الضربة الإسرائيلية الموجهة الى الحزب قد تنذر بإمكانية تفلت الأمور العسكرية خصوصا انها أتت عشية هدنة غزة المؤقتة، وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان الى بيروت والتي حملت معها عدة دلالات، واهمها التأكيد باستمرار ايران اتخاذها لبنان منصة لتوجيه الرسائل منه الى عدد من الدول، وبانها هي من يتحكم بإدارة المرحلة المقبلة بشكل مباشر وحاضرة في قلب المواجهة، وذلك من خلال الاجتماعات الذي عقدها عبد اللهيان في بيروت مع الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصر الله وقيادتي حركتي “حماس” و” الجهاد الإسلامي”.

في المقابل، تعتبر المصادر أن كل المؤشرات تدل ان طهران أثبتت أنها لا تريد الدخول بحرب واسعة من خلال أذرعها مع إسرائيل، خصوصا في ضوء استمرار الاتصالات الجارية بينها وبين واشنطن بشكل غير مباشر وعبر سلطنة عمان.

من هنا، تبدي المصادر اعتقادها ان ايران تتصرف بحذر حيال ما يجري في الداخل الفلسطيني منذ اليوم الأول لاندلاع معركة “طوفان الأقصى” مراعاة لمصالحها الخاصة بالدرجة الأولى، خصوصا انها تأمل بعد صفقة تبادل الاسرى التي أجرتها مع الولايات المتحدة بتحقيق المزيد من المكاسب التي يمكن الحصول عليها ، واكبر دليل على ذلك عدم انخراط محور الممانعة في استراتيجية وحدة الساحات بشكل واسع، واقتصار الامر على المناوشات المحدودة نوعا ما كما يحصل راهنا.