السبت 17 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ميقاتي في حالة إنكار وجدول أعمال وفق مشيئة الثنائي

“المياه تُكذِّب الغطَّاس” فلماذا يُرغِم الرئيس نجيب ميقاتي نفسه على قولِ كلامٍ، يعرف سلفًا أنه غير حقيقي؟ وهل إذا قال :”السماء صفراء” تُصبح صفراء؟

يقول الرئيس ميقاتي :”ان الحكومة ستلتئم لمناقشة الموازنة وجدول اعمال عادي. ولا احد، لا احد، لا احد، واقولها ثلاث مرات يستطيع أن يحدد جدول اعمال مجلس الوزراء والمس بصلاحيات رئيس الحكومة الذي انتظر ما يزيد على ثلاثة اشهر من دون دعوة لجلسة احتراما لمكوّن لبناني رفض ان يحضر ولا يحق لأحد ان يحدد جدول الاعمال ويمس بشخصية رئيس مجلس الوزراء الذي احترم الميثاقية كي لا يتحدى احداً ورجاء لا يتحداه احد بصلاحية اعداد جدول اعمال حكومته لأنها صلاحيات دستورية، ويمكن لمن يرفض نقاش بنود غير الموازنة ان يمتنع عن التصويت او ان يعلن عدم موافقته على اي بنود اخرى لكن لا اوافق بأي شكل من الاشكال على تحديد جدول اعمال الحكومة”.

قبل أن يجف حبر هذا الكلام للرئيس ميقاتي ، عاجله حزب الله بكلامٍ “صافع” مُجدّدًا التحدي لرئيس الحكومة بأنه هو الذي يحدد جدول أعمال الجلسة .

كلام الحزب جاء في بيان كتلة نواب حزب الله التي اعتبرت ان مجلس الوزراء هو من أجل “درس مشروع الموازنة من جهة، وَوَضعِ اللمسات الأخيرة على خطّة التعافي الاقتصادي، من أجل إعادة الانتظام إلى الدورة الاقتصاديّة في البلاد”، فهل هناك كلام أكثر وضوحًا لجهة حصر مجلس الوزراء ببندين؟

مرَّ أكثر من أسبوع على ” إفراج” ثنائي حزب الله حركة أمل عن جلسات مجلس الوزراء، فلماذا لم يدعُ الرئيس ميقاتي إلى جلسة إلا بعد أسبوع؟ إذا كانت الذريعة أن مشروع قانون الموازنة لم يكن قد أنجز بعد، فهذا دليل على ان الجلسات هي مخصصة للموازنة فقط ، ولو لم يكن الأمر كذلك ، لكان الرئيس ميقاتي وضع جدول اعمال ليس فيه الموازنة وباشر مجلس الوزراء بدرسه.

وللمناسبة فإن الموازنة كان يجب ان تُنجَز في تشرين الأول الفائت أي قبل بدء الدورة العادية لمجلس النواب، فلماذا تأخرت كل هذه الشهور؟ هل سأل الوزير ميقاتي وزير ماليته عن سبب هذا التأخير؟

الرئيس ميقاتي، في هذه الوضع، يمارس حالَ إنكار لِما هو عليه الوضع، يعرف بالتأكيد أنه ما كان بمقدوره ان يستعد للدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء، لو لم يصدر ثنائي أمل حزب الله بيانًا يعلن “الموافقة” على عودة جلسات مجلس الوزراء، فكيف يكون “لا أحد يستطيع المس بصلاحيات رئيس الحكومة” ؟

ميقاتي دعا إلى جلسة لمجلس الوزراء، بعد طول غياب استمر مئة يوم، ومعظم البنود على جدول الأعمال ( 56 بندًا ) لا تخرج عن الإطار المالي والاقتصادي، ما يعني ان ميقاتي “رضخ” لمشيئة حزب الله وأمل و” دوَّر الزوايا ” من جديد للإيحاء أنه ” صاحب الصلاحية “، لكن جدول الأعمال ببنوده ال 56 كشفه.

    المصدر :
  • إندبندنت عربية
  • صوت بيروت إنترناشونال