الثلاثاء 7 شوال 1445 ﻫ - 16 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نصرالله و المرشح الرئاسي... "من شكلو شكشكلو"

من اميل لحود الى ميشال عون وصولا الى سليمان فرنجية.. لم يأبه يوماً امين عام حزب الله حسن نصرالله إلى أنّ هناك شعباً يعيش من “قلة الموت” في بلد يتقهقر كجثة هامدة من الويلات التي يعيشها، بل ابى يا سادة الى ان يخوض معركة الرئاسة من منطلق الحفاظ على مصلحته المتمثلة بسلاحه في ربط لبنان بالمشروع الإيراني

منذ بداية جلسات مجلس النواب اللبناني لاختيار رئيس جديد للجمهورية كانت المعادلة الذي طرحها حسن نصرالله و حلفائه عقب خطابه الاخير واضحة جداً، بعد ست محاولات قامت بها السلطة التشريعية لانتخاب “رئيس” بات من الواضح أن أي اسم موشح “مغلوب على امره” إلا إذا ارتضى عليه “حزب الله”.

كل ما سبق جاء بدليل من الخطوات و الخطابات المعمول بها من قبل قادته وأداء نوابه بالتنسيق المتّقن مع حلفائه نسبة لهذا الاستحقاق، بالنسبة لهم اللعبة في لبنان مفتوحة على كافة السجالات، و هي اكبر من استحقاقات دستورية بل بالدرجة الأولى تكمن في إبقاء ترتيب سياسي وأمني نجح حزب الله في ترسيخه في السنوات السابقة كما منح هذه الميليشيا اليد العليا في تقرير الأمور السيادية والمصيرية و الإدامة على شرعنة سلاحه الغير شرعي.

ميليشيا ممولّة إيرانيًّا تسعى لإيصال “عتيد” الى سدّة الرئاسة.. مضحك و مبكي!

الرّسائل التي أطلقها نصرالله في كلمته الجمعة الماضية كانت الرتيبة الاساسية للتأكد من عمق أزمة الفراغ الرّئاسي، فهو يا سادة عقب خطابه صرح انه يريد رئيسًا يطمئن السلاح غير الشرعي و تطمئن الميليشيا له و غير ذلك ستعود نظرية “السلاح يحمي السلاح” أي الفتنة الداخلية و التهديد بالحرب الاهلية.

لو كان نصرالله راغباً فعلاً في استعجال الانتخابات الرئاسيّة لما استحضر عهديّ لحّود وعون، فهو يتعمّد افتعال الاشتباك السّياسي الذي سينصب في زيادة فترة الفراغ، و اعلانه أنّ الحزب يريد رئيساً على سجية إميل لحّود أو ميشال عون لم يكن سوى إثبات بأنّ الحزب يتعمّد إطالة أمد الفراغ لا أكثر ولا أقلّ.

و خير دليل ما ذكر اعلاه تجلى بالورقة البيضاء التي يتمسّك بها حزب الله وحلفاؤه، فما هي إلا دلالة على الارباك والخوف من المواجهة، و تعطيل النصاب هو مفتاح الزعزعة الدستورية بما يصب بمصلحة لهم في إبقاء هذا الاستحقاق ورقة توظيف ومساومة لصالح الفلك الإيراني دون الالتفات الى الازمات التي سيخلفها هذا الشغور و كأن البلد “ناقصه”.

دفتر شروط نصرالله معروف و الباقي على الله..

المحصلة تكمن اذاً في أنه لم يعد هناك أي قيمة للاستحقاقات اللبنانية على رأسها الملف الرئاسي مادام قرار حسن نصر الله وحزبه هو القرار الذي يفرض نفسه في النهاية.

و حتماً لم يشهد لبنان في تاريخه مخاطر تفكك الدولة مالياً وإدارياً واجتماعياً كما هو الوضع الراهن و لا مبرر الإمعان في تضييع الوقت والمراوغة، و فاضت قدرة البلاد على احتمال خطابات شعبوية قوامها تقديم المصالح الحزبية والأجندات الخارجية على المصلحة الوطنية، فإما رئيس سيادي، او “ناطور” جديد لمرشد الجمهورية، و في هذه الحالة بئس الامور اننا “سنترحم على أيام جهنم”.