الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نصرالله يناقض.. نصرالله

في مطلع آب الفائت، خرج الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، مُهدِّدًا، متوعِّدًا، “مهيمنًا”، قائلًا :

” نحن حزب الله سنذهب إلى إيران ‏ونتفاوض مع الحكومة الإيرانية ،وهي موافقة، وسنشتري بواخر بنزين ‏وبواخر مازوت وسنأتي بها إلى ميناء بيروت ،ولتمنع الدولة اللبنانية ‏إدخال البنزين والمازوت الى الشعب اللبناني”.

خُيِّل للبنانيين، بعد هذا الوعيد، ان البواخر “ستقف بالصَف”، لكن بصرف النظر عن تنفيذ التهديد، فإن اللهجة التي خاطب بها نصرالله اللبنانيين إنما تنمُّ عن لغةٍ فوقية اعتاد مخاطبة اللبنانيين بها.

لا يقول هذا الكلام إلا شخصٌ “يهيمن” على القرار اللبناني، وإلا كيف يجرؤ على مخاطبة الدول بالقول:

” ولتمنع الدولة اللبنانية ‏إدخال البنزين والمازوت الى الشعب اللبناني”. يعني باللغة العامية ” استرجي يا دولة تمنعي إدخال البنزين والمازوت”.

هل من تهديد أقسى من هذا التهديد؟ وهل من هيمنة أقوى من هذه الهيمنة؟

لكن كلام آب يمحوه كلام تشرين! جبروت كلام آب قوبل بتلبُّس لبوس الضعف، كلام تشرين لنصرالله يحاول إبعاد “تهمة” الهيمنة، فيقول بصيغة التساؤل :

“ما هذا الحزب الذي ‏يهيمن على لبنان، هذا حزب مهيمن على البلد؟ ‏ عندما استجد موضوع سفن المازوت، الحكومة اللبنانية تقول: دخيلكم ما تفوتوهم على ‏الزهراني وطرابلس، خذوهم الى سوريا ، دولة نحن نهيمن عليها نقوم بأخذ بواخر المازوت الى بانياس ومن هناك نقوم بالزحف فيه 250 كيلومتر لنُحضره ‏الى بعلبك ولنوزّعه على بقية المناطق اللبنانية، هذا حزب مهيمن على دولة!”.

يحاول نصرالله ان يقول: “نحن لا نهيمن على الدولة”، وقبل ذلك يرفع الصوت بانه “هو الدولة” ، في هذه الحال أي “نصرالله” نُصدِّق؟

بالتأكيد ” نصرالله المهيمِن”، والدلائل كثيرة:

مَن يخرج بعتاده وباسلحة متوسطة وخفيفة وعديدهن ليستقبل صهاريج المازوت والبنزين، يكون يهيمن على الدولة.

مَن يوفِد الحاج وفيق صفا إلى العدلية يكون يهيمن على الدولة.

مَن يطلب من احد وزراء الثنائي إيصال رسالة تهديد غلى مجلس الوزراء بوجوب ” قبع ” المحقق العدلي في قضية تفجير مرفا بيروت، يكون يهيمن على الدولة.

مَن يعطِّل انتخابات رئاسة الجمهورية ما لم تؤدِّ إلى انتخاب العماد ميشال عون ، يكون يهيمن على الدولة.

مَن يُعطِّل تشكيل الحكومة ما لم يكون فيها ثلث معطِّل، يكون يهيمن على الدولة.

مَن يحمي “سكك” التهريب يكون يهيمن على الدولة.

إذا أردنا إكمال التعداد فإن مظاهر الهيمنة على الدولة لا يتسع لها مجلَّد.

نصرالله “غير دقيق”، إنْ لم نقل أكثر، حين ينفي هيمنة حزب الله على الدولة . فقط تذكروا أن السيد نصرالله قال يومًا ” إن حزب الله لا يقاتل في سوريا”!