الأثنين 27 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هذا هو "لبنان"الذي يريده حزب الله.. فأي لبنان يريد الآخرون؟

نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم، يمكن اعتباره “منظِّر الحزب” كـ “ميخائيل سوسلوف”، منظِّر الحزب الشيوعي السوفياتي، أو كميشال عفلق مؤسس ومنظِّر حزب البعث.

وما يقوله قاسم ليس على طريقة “قال كلمته ومشى”، بل إن كلامه هو الموقف الرسمي لحزب الله، وإحدى نظرياته التي يجب اخذها بعين الأعتبار.

أحدث نظريات قاسم “هوية لبنان” كما يريده حزب الله، فيقول:”أي لبنان ‏نريد؟ نريد لبنان القوي أو لبنان الضعيف؟ نريد لبنان التابع أو لبنان المستقل؟ نريد لبنان الذي يقبل الإملاءات أو لبنان الذي يصنع مستقبله ومستقبل أبنائه؟ نحن مع لبنان الذي يريد مستقبل أجياله، ويكون سيدًا مستقلا وقويا، فهذا لبنان الذي أصبحت له سمعة في ‏العالم بسبب المقاومة وبسبب الانتصارات، هذا هو لبنان الذي نريده ، فمن أراد التحقَ به ومن لم يُرِدْ فليبحث عن حل آخر. أنتم لا تشبهون لبنان، نحن الذين نشبهه، لأنَّ من يرتبط بوطن يجب أن يرتبط به سيدا حرا مستقلا”..

هل من كلام اوضح من هذا الكلام؟

هوية لبنان، وفق “المنظِّر” نعيم قاسم، هي

“لبنان المقاومة” أي” لبنان حزب الله”، ” ومَن لم يُرِد، فليبحث عن حلٍّ آخر”، اي انه يريد من اللبنانيين أن “يلتحقوا” بلبنان الذي يريده”حزب الله”.

هذا التحدي يُفترض أن يدفع بالآخرين، جميع الآخرين، من دون استثناء: احزاب وتيارات، ان يُدلوا بدلوهم: هل يريدون” لبنان حزب الله “؟ كيف سيردون عليه؟ هل بالصمت، الذي هو في غالب الأحيان” علامة الرضى”؟

خطيرٌ ما يطرحه الشيخ قاسم، كأنه بهذه النظرية يريد ان يقول للبنانيين: ايًا تكن نتيجة الانتخابات النيابية التي ستجري السنة المقبلة، ومجلس النواب الذي سيبثق عنها، فإن حزب الله حدَّد سلفًا ماذا يريد!

هذا هو مفهوم “الديموقراطية” الذي يؤمن به حزب الله، فيا ايها “الآخرون”، تفضَّلوا بالرد عليه، وإذا لم تفعلوا، تكونوا إما قابلين وإما راضخين وإما متخاذِلينن وفي الحالات الثلاث، لن يرحمكم التاريخ.

مَن يجرؤ منكم على القول بالفم الملأن: ليس هذا لبناننا الذي يريده حزب الله، مكان هذا “اللبنان” ليس في لبنان.

الجواب الاول مطلوبٌ من حليف حزب الله، المرتبط معه منذ آذار 2006 بورقة تفاهم، أي التيار الوطني الحر، فهل يرد عليه؟ ام ان اعتباراته الإنتخابية تجعله غير قادر على الرد؟