الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل الإغتيال بالطائرات المسيَّرة مُتاحٌ في لبنان؟ ومتى الإعلان عن العملية الأولى؟

منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقبله محاولة اغتيال النائب والوزير السابق مروان حماده، مرورًا بكل الاغتيالات التي اعقبت ذلك، تعددت وسائل الإغتيال: منها ما كان بسيارة مفخخة، كالرئيس رفيق الحريري والنواب وليد عيدو وأنطوان غانم وجبران التويني والياس المر وسمير قصير ومحمد شطح واللواء وسام الحسن والرائد وسام عيد، ومنها ما كان بتفخيخ سيارة المستهدَف كالوزيرة السابقة مي شدياق وجورج حاوي، أو بإطلاق النار مباشرةً كالنائب والوزير السابق بيار الجميِّل.

تعددت الوسائل والاغتيال واحد، والجامع المشترك بين كل هذه الإغتيالات أنها لم تحمِل توقيعًا وإن كان غير معلن، باستثناء اغتيال الرئيس رفيق الحريري حيث ظهر في شريط مسجَّل مَن قال إنه الإنتحاري “أبو عدس” فيما أظهرت كل التحقيقات أن لا انتحاريًا في السيارة المحملة متفجرات ، وهي من نوع”ميتسوبيتشي”،

ما يعني أن شريط “أبو عدس” كان للتضليل.

في كل الاغتيالات التي حصلت ظهرت حقيقتان:

الاولى ما توصلت إليه المحكمة الدولية من ان عملية التفجير يقف وراءها ” عناصر من حزب الله على رأسهم المتواري سليم عياش .

والثانية اعترافات الوزير السابق ميشال سماحة بانه أدخل متفجرات من سوريا إلى لبنان، وقد ُضبِط بالجرم المشهود في منزله وهو يسلِّم المتفجرات للشخص الذي كان يفترض ان يزرعها في الاماكن المتفق عليها مع سماحة. ما عدا ذلك لم تصل التحقيقات إلى نتائج حاسمة وإن كانت أصابع الإتهام اكثر من عشرة!

سيارات مفخخة، وضع عبوات في سيارات المستهدفين، كواتم صوت. لم ” تتفتَّق عبقرية” الإرهابيين ” ومَن وراءهم، على طريقةٍ جديدة، لكن ما حصل في بغداد لجهة محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي بواسطة مسيَّرات تحمِل متفجِّرات،” فتَّح الاعين” في لبنان على إمكانية إستخدام هذه الوسيلة في محاولات الإغتيال، وهذا المعطى خطيرٌ جدًا انطلاقًا من العوامل الآتية:

في لبنان مناطق مقفلة وحدود مفتوحة، بالإمكان إدخال المسيَّرات وتركيبها وتجهيزها بالمتفجِّرات وإرسالها.

دخول المسيَّرات “عالم التفجيرات” يغيِّر أساليب الحمايات وشروطها، فالمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية والعوائق الحديدية وكاميرات المراقبة، وُجِدَت لزمنٍ إرهابي غير زمن المسيَّرات، وربما باتت الملاذات الآمنة،ال bunker ،تحت الأرض حيث لا قدرة للمتفجرات والصوريخ أن تصل.

في لبنان مربعات أمنية مقفلة، لبنانية وغير لبنانية، تصل إليها الاسلحة والتجهيزات إما عبر المطار وإما عبر المرافئ وإما عبر الحدود مع سوريا.

بعد الذي حصل في بغداد، “الإرتياب مشروع” في لبنان من ان تكون المسيَّرات قد اصبحت متوافرة، ليبقى السؤال: متى الإعلان عن العملية الأولى؟