الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل بدأت عملية انتزاع الورقة اللبنانية من محور الممانعة؟

عندما نستحضر من الذاكرة اللبنانية الاحداث التي رافقت عملية انتخاب رئيس الجمهورية منذ انتهاء “الحرب الاهلية”، لا يمكن الا ان نسقط عليها انها كانت تحصل ضمن توافقات داخلية غير متوازنة، لاسيما وان النظام السوري المتمثل بآل الأسد كان صاحب الكلمة الفصل التي تنفذ من خلال عملائه وفق التوصيف الذي اطلقه البطريرك الماروني الراحل الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير عندما قال “ليس لسوريا أصدقاء في لبنان انما عملاء” هذا التدخل انسحب على مختلف مفاصل الدولة بمؤسساتها، فتصدر عملائها المشهد السياسي و”الحل والربط” على حساب سيادة الدولة التي كانت تُحكم بشكل مباشر اما من “البوريفاج” او من “عنجر” من خلال بعض الشخصيات التي ازيحت من المشهد السوري بعدما انتهت مهامها.

اليوم ومع انحلال النظام السوري كدولة قائمة كانت تسيطر على امتداد مساحة الجمهورية العربية السورية وتفكك قبضتها الامنية التي كانت تتحكم برقاب الشعب السوري، ودخول الميليشيات الايرانية على تلك الساحة متسلحة بشعار الدفاع عن سوريا ولبنان من “الارهاب” المتمثل ب”داعش” واخواتها وباتت “قميص عثمان” رغم ان الاحداث التي تروى وهي مثبتة من قبل العديد من ابناء الشعب السوري الذي قاتل النظام، انها مجرد “مسرحية” وباتت ساحتها رقعة جغرافية تتقاسم نفوذها روسيا وتركيا والولايات المتحدة وعناصر “داعش” الذين نقلوا الى بعض مناطقها ،من خلال التسهيلات التي منحت لهم ممن ادعوا محاربتهم وهو مثبت بالوقائع.

ويتابع المصدر ان الاحداث الاقليمية والعالمية لاسيما الحرب الروسية ضد اوكرانيا خلطت الاوراق لاسيما في الشرق الاوسط حيث لروسيا موطئ قدم في سوريا، والذي كان عاملاً مساعداً لابقاء نظام بشار الاسد على قيد الحياة وبعبارة ادق “في غرفة الانعاش”.

البارحة خرج امين عام “حزب الله” حسن نصر الله ليعلن تبنيه ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية بعدما تبناه قبل ايام رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، مع تأكيده على المؤكد أن الطلاق بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” لن يحصل لافتاً الى ان الجنرال ميشال عون لم يكن مرشحهم ولم يطلب دعمهم… وفي مراجعة بسيطة لبعض ردود الفعل حول تسلم عون كرسي الرئاسة الاولى، جاءت المباركة له من الاجواء الايرانية وعلى لسان علي أكبر ولايتي المستشار الأعلى الايراني للمرشد الاعلى علي خامنئي بقوله “ان انتخاب ميشال عون رئيساً يظهر دعماً جديداً للمقاومة الاسلامية ضد اسرائيل …”وبالتأكيد انتصار لحسن نصر الله والمقاومة في لبنان”.

اليوم مع اعلان “حزب الله” تبني ترشيح فرنجية يمكن القول ان الظروف تختلف عن المرحلة التي سبقت التسوية التي اتت بميشال عون الى كرسي الرئاسة الاولى، يومها سلمت الساحة اللبنانية لفراغ سيطر على مدى عامين كون الظروف الاقليمية في العام 2016 اثر توقيع الاتفاق النووي الايراني عام 2015 والتمدد الايراني في المنطقة.

فالاتفاق مزقه الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، ورغم المحاولات المتكررة لاعادته الى الحياة مع بعض التعديلات، الا انها فشلت، وبات اليوم الاهتمام الاميركي والدولي منصباً على منع طهران من الوصول الى نسبة التخصيب التي تمكنها من انتاج القنبلة النووية، ويظهر من خلال النتائج التي تحققت من زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي سمحت ايران بدخوله، وموقفها لناحية ابداء التعاون معها لناحية التفتيش.

يتزامن هذا الموقف مع التحركات الاميركية على صعيد الزيارات التي قامت بها عدد من القيادات الامنية والعسكرية الى بعض الدول ذات الصلة بالتهديدات الايرانية والابرز قاعدة “التنف” في سوريا .

في الختام يبدو ان محور الممانعة بدأ يتلمس بشكل حذر مدى اهمية هذه الزيارات، والتي جاء نصر الله على ذكرها في كلمته البارحة ورغم تقليله من اهميتها الا انها ستفرض نفسها على الساحة اللبنانية مع تطورات الاحداث في اوكرانيا، واعلان طهران عن قربها من الوصول الى انتاج القنبلة النووية خلال ايام قليلة.

الثابت الوحيد ان ان عملية استيلاد رئيس توافقي سقطت مع اعلان ترشيح فرنجية من محور الممانعة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال