الأربعاء 29 شوال 1445 ﻫ - 8 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل تخرج معارك غزة فرنسا من المعادلة اللبنانية ؟

اكتسبت زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان على “وجه العجل” بعد انفجار مرفأ بيروت، حيث عاينه على الارض سيرا على الاقدام مستبقا تحرك اركان الدولة اللبنانية وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال عون.

تلك الزيارة التي قام بها الرئيس ماكرون، لقيت ترحيبا كبيرا من اللبنانيين، خصوصا خلال جولاته في الاحياء المتضررة سمع يومها صرخات وجع اهل بيروت، طالبين مساعدة ” الام الحنون”، وعدهم يومها بالوقوف الى جنبهم اقتصاديا، كما اعلن عن مبادرة سيطرح من خلالها على السياسيين اللبنانيين ” ميثاق سياسي جديد “، مشددا على ضرورة بدء الاصلاحات ووقف الانقسام ومحاربة الفساد.

لم تكن مبادرة ماكرون يتيمة بل متعددة ومعظمها واجهت مطبات عديدة، وانتهت بنتائج “صفرية” الى ان ولدت اللجنة الخماسية لدعم التحرك الفرنسي بدعم من المملكة العربية السعودية، وبات التحرك الفرنسي ضمن مندرجات اجتماعات اللجنة المذكورة.

لم يتمكن الموفد الفرنسي الاول مستشار الرئيس ماكرون لشؤون الشرق الادنى باتريك دوريا، من تحقيق وعود ماكرون الذي “فرمل” اندفاعاته لصالح انتخاب رئيس جمهورية ذو وجه ممانع بعدما واجه رفضا داخليا من السياديين وتموضع رئيس ” التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل حول مرشح المعارضة الوزير السابق جبران باسيل حول مرشح المعارضة الوزير السابق جهاد ازعور، في محاولة ” ابتزازية” لحليفه “حزب الله” خرج بعدها باسيل ليتموضع في معادلة اخرى بعد تبريد الاجواء بينه وبين حليفه.

لم يستسلم الرئيس الفرنسي وعاد ليطرح مبادرة اخرى من خلال مرشح ثالث ومن خلال موفد ثاني ، كان يعول على خبرته وهو وزير الخارجية السابق السياسي المخضرم جان ايف لودريان الذي تحرك وفق البنود المتفق عليهما قبل اللجنة الخماسية والتي تزامنت مع تبدل في الرؤية الفرنسية بعدما تلمست الرفض القاطع من السياديين بانتخاب مرشح محور الممانعة وعاد لودريان الى بلاده خال الوفاض.

اليوم يعود الحديث عن زيارة مرتقبة للوفد الفرنسي الى لبنان، لاعادة احياء المسعى لانتخاب رئيس للجمهورية مع تعقد الاستحقاقات بدءا من قيادة الجيش التي شهدت تجاذبات خطيرة، كادت ان تطيح بهذه المؤسسات واستحقاقات اخرى قضائية في ظل التهديدات الاسرائيلية والتحذيرات الفرنسية التي جاءت على لسان وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونيا ومشاركة بلادها في ما اطلق عليه ” حارث الازدهار” وهو التحالف الذي اعلن وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن قيامه بمشاركة ٩ دول لحماية الملاحة البحرية في باب المندب وما يليه وهو سيكون له تداعياته على النفوذ الفرنسي الذي باتت اولوية اهتماماته، منع تدهور الاوضاع الاقتصادية في الداخل الفرنسي ، الذي يعاني من الحرب الروسية – الاوكرانية، لاسيما على الصعيد الطاقة وسيواجه اليوم كلفة مرتفعة لمعظم المواد الحياتية نتيجة عزوف معظم الشركات الكبرى من عبور باب المندب وتحويلها لمسار آخر سينعكس على اسعار السلع بشكل مرتفع.

اما على الصعيد السياسي فستكون المهمة الفرنسية اكثر صعوبة على الساحة اللبنانية، بعدما تبدلت وجهة النظر الفرنسية وعلاقتها بمحور الممانعة وعلى رأسهم “حزب الله” وعودة طرح تنفيذ القرار ١٧٠١ الذي سيكون مسار تطبيقه ان تم الاتفاق على وضعه موضع التنفيذ مع تعديلات بدأ بتداولها لناحية توسيع دائرة المنطقة العازلة، وهذا ما سيدفع بالدور الفرنسي الى الخروج من المعادلة اللبنانية كوسيط اساسي وفاعل ليتحول الى دور ينقل فيه رسائل سيفرضها التحالف الذي نشأ والذي تتزعمه الولايات المتحدة وسيكون له تداعيات على المنطقة باكملها وفق مسار اميركي اوروبي موحد في المسار الشرق الاوسطي.