الأربعاء 29 شوال 1445 ﻫ - 8 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل يشق القرار ١٧٠١ طريقه إلى التنفيذ بجميع مندرجاته؟

عاد القرار ١٧٠١ ليتصدر المشهد على الساحة اللبنانية، مع عودة السخونة إلى غزة، بعد هدنة كان يعول عليها أن تكون بداية نهاية الاجتياح المدمر الذي يقوم به الجيش الاسرائيلي، الذي حصد ما يقارب ال ٢٠ ألف ضحية ودمار شبه كامل للقطاع، لكن المفاجأة كانت استئناف العمليات العسكرية من الجانب الإسرائيلي، بالتوازي مع التحركات العربية والدولية لتمديدها، إلا أن الكيان الصهيوني وحكومته اليمينية المتطرفة لم تبد أي تعاون، وما يؤكد نواياه باستمرار العملية العسكرية قطع زيارة وفد الموساد إلى قطر وعودته إلى “إسرائيل”.

اللافت أن القصف الاسرائيلي تصاعدت وتيرته بشكل كبير ويمكن اعتباره الأعنف منذ بداية المعارك في الثامن من شهر تشرين الثاني، حيث توسعت دائرة استهدافاته وعدد المجازر التي تجاوز عددها ال٥ ليلة البارحة، لاسيما في حي الشجاعية الذي دمرت فيه ما يقارب ال١٥ بناء، والمقلق في هذه الجولة ان لا مؤشرات على مساع جديدة لايقافها باستثناء المواقف المطالبة بتحييد المدنيين عن المعارك والقصف.

أما على صعيد الجبهة الثانية لناحية شمال فلسطين المحتلة يستمر القصف الصاروخي المتبادل بين “حزب الله” وبعض الفصائل الفلسطينية والتي تمكن من خلالها عناصر المقاومة من استهداف العديد من المواقع الحساسة وصولا إلى عمق الكيان، هذا الأمر يشكل قلقا كبيرا لدى حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي ترزح تحت وطأة ضغوط سكان المستوطنات التي أخليت منذ بداية الاشتباكات، حيث يفرضون تأمين حمايتهم من ” فرقة الرضوان” التابعة ل”حزب الله” كي يتمكنوا من العودة الى مساكنهم، وهو امر لا يبدو انه قابل للترجمة، رغم التهديدات الاسرائيلية المستمرة منذ بداية الحرب على غزة وآخرها ما ورد على لسان نائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي وسكرتير وزارة الحرب دان هرئييل الذي اقترح ” التحليق بطائرات F35 فوق سماء بيروت على علو منخفض وبسرعة فائقة جدآ من اجل تكسير كل زجاج بيوتها في هذا البرد حتى يشاهد سكانها ماذا ينتظرهم اذا حاولوا التصعيد في الشمال”.

في موازاة التصعيد الاسرائيلي على الصعيد العسكري من جهة وتهديداته من جهة أخرى بتوسيع القصف باتجاه العمق اللبناني وهو ما حصل في الجولة السابقة عندما تم استهداف سيارتين في عمق يصل إلى ٤٠ كلم من الحدود الجنوبية، بدأت المواقف المطالبة بتنفيذ القرار ١٧٠١ بجميع مندرجاته لاسيما وأن القرار صدر عن مجلس الأمن باجماع جميع أعضائه بمن فيهم روسيا والصين، على اعتبار ان تنفيذه لم يتم بشكل صحيح حيث اهملت نقاط وبنود وشروط اساسية فيه تتعلق بالاعمال العسكرية التي يجب ان تتوقف، لكن الاحداث الاخيرة اطاحت بهذا الشق، فضلا عن عمليات التسلل التي كانت تحصل بين الحين والاخر من قبل بعض الفصائل التي كانت تطلق بعض الصواريخ باتجاه مواقع الجيش الاسرائيلي.

في الختام يرى مصدر متابع للحراك الدولي لاسيما الاميركي والفرنسي المتمثل بجولة الوزير الفرنسي السابق جان ايف لودريان موفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان التي كان للقرار ١٧.١ حيزا من لقاءاته ونوع من “جس نبض” حول مدى تجاوب الحكومة اللبنانية في المساعي المطالبة بعدم اقحام لبنان في معركة توسعة رقعة الحرب وتحويل لبنان الى غزة ٢. ان نجاح هذه المساعي ستكون رهن نتائج ما يحصل في غزة، كما انه يرتبط بالتهور الذي يعيشه نتانياهو نتيجة الخسائر التي تعرض لها سياسيا ومعنويا وعسكريا والتي لم تتكبدها ” اسرائيل” في حروبها ومواجهاتها السابقة.