الخميس 1 ذو القعدة 1445 ﻫ - 9 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل يصمد العرب في حيادهم إزاء الضغوط الغربية لطرد روسيا من المنظمات الدولية؟

كان لافتاً ما تضمنه البيان الختامي للدورة 157 لجامعة الدول العربية التي انعقدت الأسبوع الماضي في مبنى الجامعة في القاهرة. وصيغ البيان في ما يتصل بالحرب الروسية على أوكرانيا بطريقة شكلت رداً مباشراً على ما تسميه مصادر ديبلوماسية عربية، استكمالاً للضغوط الغربية الهائلة على الدول العربية لاتخاذ موقف تصعيدي ضد روسيا في هذه الحرب، لتطال الآن وجود روسيا في المنظمات الدولية.

إذ أن البيان تحدث عن عدم تسييس المنظمات الدولية كرد مباشر على هذه الضغوط، والتي يريد الغرب منها، أن يشكل إجماعاً دولياً لطرد روسيا من المنظمات الدولية على أنواعها أو تجميد عضويتها فيها.

و تقول المصادر ل”صوت بيروت انترناشونال” أن هناك هجمة دولية تريد من الدول العربية أن تساهم فيها، في حين أن الدول العربية في غالبيتها على الرغم من تصويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار إدانة روسيا في حربها على أوكرانيا، فإنها الآن ترى وجوب الحياد عن هذه الهجمة الدولية في خصوص إبعاد روسيا عن المنظمات الدولية. والنقاشات التي حصلت خلال الدورة 157 بين وزراء الخارجية العرب، والتي شارك فيها رئيس الدورة وزير الخارجية اللبناني الدكتور عبدالله بو حبيب، حول الخطوات الدولية ضد روسيا، أفضت إلى ضرورة الحياد والالتزام به، لذلك صدر البيان بالشكل الذي صدر فيه.

لكن السؤال، بحسب المصادر، إلى أي مدى سيستطيع العرب الصمود طويلاً أمام هذه الضغوط التي تتعاظم يوماً بعد يوم.

وبالتالي يريد العرب عدم تسييس المنظمات الدولية، أي ما يريدون قوله هو أنهم مع تحييد هذه المنظمات عن الصراع الغربي-الروسي. مع الإشارة أيضاً إلى الضغوط الغربية الكبيرة على الدول العربية قبيل التصويت على قرار الأمم المتحدة. وتوقعت المصادر، أن يستمر وبشدة الضغط الغربي لطرد روسيا من المنظمات الدولية.

وتحدث وزراء الخارجية العرب أيضاً، وفق المصادر عن ازدواجية المعايير الدولية. إذ بالنسبة إلى فلسطين التي عانت من الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 75 عاماً، فكاد السكوت هو الذي طغى على ردة الفعل الدولية. إنما بالنسبة إلى أوكرانيا، فبعد 7 أيام على الحرب الروسية عليها، ذهب العالم إلى محكمة العدل الدولية وإلى المحكمة الجنائية الدولية. كما أنه علا الصوت الدولي بالنسبة إلى النازحين الأوكرانيين، لما لذلك من جريمة إنسانية في حقهم، فيما نزح السوريون وقبلهم الفلسطينيون عن أرضهم، وكذلك العراقيون في مرحلة ما، ولم يحرك الغرب ساكناً.

لذلك، فإن الفحوى السياسي هو بالنسبة إلى العرب قضية مبدأ، أي لا يجب التعامل بازدواجية المعايير، وما هو خاطئ وينافي القرارات الدولية والقانون الدولي يجب تسليط الضوء عليه من أية جهة جاء.

فالدول العربية صوتت ضد الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنها أيضاً تدعو إلى الحوار حول حل سلمي للنزاع بين الطرفين. إنما لا تريد التدخل في مسألة طرد روسيا من المنظمات الدولية.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال