الأحد 4 ذو القعدة 1445 ﻫ - 12 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل يكون ميقاتي.. آخر "المُكلَّفين"؟

هل وقَع الرئيس المكلَّف نجيب ميقاتي في كمين رئيس الجمهورية (ومن خلفه) صهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، اللذين أطاحا حتى الآن رئيسين مكلَّفين، والثالث على الطريق إذا لم تحدث معجزة؟

ليس سرًا على احد أن الأربعة عشر شهرًا المتبقية من عهد الرئيس ميشال عون، ستكون اليد الطولى فيها لرئيس التيار الوطني الحر، ولهذا فإنه يريد “عدة شغل” في السلطة التنفيذية مطواعة بين يديه، هو يقرر وهي تنفذ، فعلَ ذلك في بداية العهد، فحريٌ به ان يفعله في نهاية العهد. فاختيارات باسيل للوزراء في حكومتَي العهد، تُظهِر بما لا يقبل الشك أي نوعية من الوزراء يريد،
” وزراء ولاء أكثر ممن هُم وزراء أداء “: من وزيرة الطاقة ندى البستاني إلى وزيرة العدل ماري كلود نجم، ومَن لم يُعجبه ولاؤه كان ينتقد اداءه ويقترح تبديله كوزير الاقتصاد السابق رائد خوري، علمًا ان خوري وقف في وجه اصحاب مولِّدات الكهرباء وأرغمهم على تركيب العدادات تحت طائلة مصادرة مولداتهم، ومنعهم من ابتزاز الناس من خلال التهديد بإطفاء مولداتهم.

عند استقالة وزير الخارجية المخضرم ناصيف حتي من وزارة الخارجية، سمَّى باسيل المستشار الديبلوماسي لرئيس الجمهورية السفير المتقاعد شربل وهبي وزيرًا للخارجية، وهو اداة طيعة في يده، وحين أُعفي وهبي من مهامه بسبب الازمة التي تسبب بها مع السعودية ومع سائر دول الخليج، رفض باسيل ان يتسلم الخارجية الوزير بالوكالة دميانوس قطار، بموجب مرسوم وزراء الوكالة، ( وكان قطار مطروحًا إليها عند التأليف من قبل الرئيس حسان دياب ) لكن باسيل رفض قطار لأنه ماروني ولأنه يعتبر ان وزارة الخارجية قد تكون معبرًا إلى رئاسة الجمهورية.

باسيل هو ” الآمر الناهي ” في القصر، ومَن يعتقد بعكس ذلك يكون هاويًا في السياسة. اليست لافتة ومعبِّرة ان الرئيس ميقاتي، وقبل تكليفه بثمانٍ واربعين ساعة، دعا باسيل إلى العشاء في منزله، في محاولةٍ لتسهيل التاليف قبل التكليف؟
ما لم يُعطِه باسيل في الحكومتين السابقتين للعهد، لماذا يعطيه في الحكومة الثالثة على مشارف انتهاء العهد؟

عند هذا الحد، يجوز طرح السؤال: هل وقع الرئيس ميقاتي في كمين بعبدا الذي نصبه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل؟
ميقاتي ليس من السياسيين الذين يقعون ببساطة في الكمائن، رأس حكومتين فهل يصل إلى الثالثة؟ سريعًا انخفض منسوب التفاؤل، وشيئًا فشيئًا يتأكد المتابعون لعملية التشكيل ان باسيل لا يفاوض فقط على اسماء الوزراء وعلى حصته بل على التعيينات في وظائف الفئة الاولى، وهي ” حرزانة ” وبالعشرات، وهي في احيان كثيرة اكثر اهمية من الحكومة، فهو على سبيل المثال لا الحصرن يريد إبعاد قائد الجيش العماد جوزاف عون وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

باسيل يريد ان يضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد:

ان يكون صاحب الكلمة الفصل في حكومة ميقاتي.

ان تكون له حصة الأسد في التعيينات المرتقبة.

أن ” يحكم الحكومة ” في حال حصل أي فراغ.

” تفصيلٌ” صغير ربما يُطيح ” أحلام أو أوهام ” باسيل، وهو ان يعتذر ميقاتي عن عدم التاليف، وعندها، تقول المعلومات ل” صوت بيروت انترناشونال” :” سيكون التكليف الثالث والاخير في عهد عون.