الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

وزراء "مستقلَّون" إلا عن إيران وسوريا وحزب الله

“اختصاصيون مستقلون”… تلك كانت الصفة التي أُعطيت للوزراء في الحكومة التي اتخذت شعار: “معًا للإنقاذ”.

ولسخرية القدَر،” تأكَّدت” استقلالية الوزراء حين ضرب وزير الثقافة القاضي مرتضى على الطاولة وقال بصوتٍ مرتفع وبلهجة تهديدية: ” أنا اتكلم باسم الرئيس بري والسيد نصرالله، إذا لم يتم

قبع القاضي بيطار، رح تشوفوا بكرا شي مش شايفينو بحياتكن”. لم يتحمَّل رئيس الجمهورية هذه اللهجة التهديدية فغادر الجلسة.

وزير آخر “اختصاصي مستقل”! هو وزير الإعلام جورج قرداحي أساء إلى المملكة العربية السعودية، طُلِب منه الإعتذار فرفض، اتخذت المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين والإمارات إجراءات ديبلوماسية لكن ذلك لم يدفع الوزير قرداحي إلى الاعتذار، في الحد الأدنى، أو الاستقالة، في الحد الأقصى.

وزيران من فئة ” الاختصاصيين المستقلين ” ظهرا أقوى من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأحزاب وتيارات، فهل مِن عاقل سيصدِّق أن وزيرين ” من “الاختصاصيين المستقلين” يعملان خارج مشيئة السلطة التنفيذية مجتمعةً، وصولًا إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة؟

في حقيقة الأمر، حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لا هي حكومة اختصاصيين ولا هي حكومة مستقلين، هي حكومة ” فريق الممانعة” الذي تقوده إيران، ولو لم يكن الأمر كذلك لَما تجرَّأ وزيرُ حركة أمل على رفعِ صوته والضرب بيده على الطاولة، موجِّهًا كلامه إلى رئيس الجمهورية، في ظل صمتٍ مُطبَق وغير مفاجئ للرئيس ميقاتي.

ولو لم تكن الحكومة حكومة ” فريق الممانعة الممانعة ” لَما كان وزير الإعلام جورج قرداحي يتجرأ على عدم الإعتذار أو عدم الإستقالة.

ثُبُتَ بما لا يقبل الشك أن الحكومة تٌدار من حارة حريك وليس من بعبدا أو السرايا، حتى ولو أٌعطيت أدوارٌ “على خشبة المسرح الحكومي” لهذه المرجعية أو تلك أو لهذا الوزير أو ذاك ، فإن الدور الحقيقي والقرار الفصل هو للجالس وراء الستارة، الجالس في حارة حريك، يُحرِّك اللاعبين ويُطل بين الحين والآخر على الجمهور ليُذكِّرهم بأنه هو صاحب القرار:

قرَّر حزب الله أن لا جلسات لمجلس الوزراء ما لم يكن بند

“قبع” المحقق العدلي طارق البيطار ، فكان له ما اراد.

قرَّر أن لا استقالة لوزير الإعلام فكان له ما أراد.

فعن أي حكومة اختصاصيين مستقلين نتحدث؟

حين أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه سيشارك في قمة المناخ، طلب منه الرئيس ميقاتي ان يترأس هو وفدَ لبنان حيث يكون هناك مجال للقاء رؤساء الدول المشارِكة.

بعد الذي حصل، وبعد انكشاف ان حكومة ميقاتي هي حكومة إيران، طار هدف اللقاءات التي أجراها ميقاتين، لأن مَن التقاهم أدركوا بالإثبات القاطع أن القرار في لبنان ليس عند الرئيس ميقاتي، وبالتالي لا جدوى من مطالبته بأي إلتزام لأنه لن يستطيع الوفاء به.

حتى لو “وافق” قرداحي على الإستقالة. حتى لو تمَّ تعيين بديلٍ منه. تنتقل الحكومة إلى “المربّع الأول”: ماذا عن جلسات مجلس الوزراء التي يمنعها حزب الله قبل “قبع” القاضي البيطار؟

عمليًا، دخلت الحكومة في غيبوبة تصريف الاعمال، حتى من دون ان يستقيل رئيسها.