الخميس 1 ذو القعدة 1445 ﻫ - 9 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

وزير خارجية الفاتيكان في لبنان لتأكيد الاهتمام به لما يمثله من العيش الواحد والتنوع

على الرغم من ان الهدف المعلن للزيارة الاولى التي يقوم بها امين سر دولة الفاتيكان للعلاقات بين الدول المونسنيور ريتشارد بول غلاغير الى لبنان منذ تعيينه في العام 2014 هو المشاركة في الاحتفال الذي اقامته جامعة روح القدس في الكسليك لمناسبة ذكرى مرور 25 عاما على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان، لكنها حملت في مضمونها رسائل هامة ومباشرة من الحبر الاعظم البابا فرنسيس الداعم للبنان والحريص على الوقوف الى جانبه وحضوره الدائم في جدول اعماله مع كبار المسؤولين رغم انه يعتبر ان قرار نهوض لبنان هو قرار لبناني يجب تضافر الجهود بشأنه.

ولكنه يبدي أيضا قلقه عليه وعلى شعبه جراء الازمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العميقة حسب ما نقل عنه موفده الذي اكد على ان التغيّير أت ٍ كما انه شدد خلال الكلمة المكتوبة التي قرأها من منبر القصر الجمهوري على ضرورة الحفاظ على الدور المسيحي، محذرا من ان اضعاف المسيحيين سيخل بالتوازن الداخلي وبهوية لبنان، ودعا المسؤولين اللبنانيين الى العمل من اجل بلادهم وليس من اجل مصالحهم الخاصة.

مصادر سياسية بارزة مطلعة على مواقف عاصمة الكثلكة تؤكد عبر “صوت بيروت انترناشيونال” على اهتمام الفاتيكان المستمر والمتواصل بلبنان وهو من ثوابت الكنيسة لانها تعتبره يمثل تجربة التنوع والانفتاح على الاخر، وتجلى هذا الاهتمام بشكل مباشر غداة انفجار المرفأ حيث اوفد البابا فرنسيس يومها سكرتير دولة الفاتيكان المونسنيور بيترو بارولين للتضامن مع الشعب اللبناني والوقوف الى جانبه بحسب ما توضح المصادر التي تلفت الى الدور المعنوي الكبير الذي يلعبه الكرسي الرسولي فيما خص لبنان منذ سنوات بعيدة، والاهتمام الذي يوليه البابا له، وتذكّر بالكلمة التي القاها في اوائل شهر تموز الماضي في كاتدرائية القديس بطرس حين حمّلَ المسؤولين اللبنانيين المسؤولية، وقال لهم:” تجاوزوا مصالحكم الخاصة الى المصلحة الوطنية ” حيث توافق كلامه حينها مع كلام للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون.

وتشير المصادر الى التعاون الديبلوماسي الفرنسي -الفاتيكاني دائم بالنسبة الى لبنان، وتذكّر أيضا بما قاله رأس الكنيسة عن لبنان بداية العام الحالي، حين دعا المجتمع الدولي للاستمرار بمساعدته لبلوغ طريق القيامة، وتشدد المصادر عينها على اهمية الدور الذي يمكن ان يلعبه الفاتيكان وهو رأس الكنيسة الكاثوليكية وذلك من خلال الحوار مع جميع قادة العالم بشكل مباشر بما في ذلك الرئيس الاميركي جو بايدن الكاثوليكي الملتزم بتعاليمها والذي يتبع لها، لا سيما ان لدى البابا قيمة معنوية رفيعة لدى العالم وهو المخول بتعيّين كافة البطاركة والكرادلة والمطارنة التابعين لكنيسته في العالم .

المصادر تلفت الى ان الزائر البابوي لديه اطلاع ومتابعة كاملة على تفاصيل الملف اللبناني الذي بحثه مع كافة المراجع السياسية والدينية والشبابية التي التقاها، على ان يرفع تقرير مفصل عن نتائج زيارته للبنان الى البابا فرنسيس.

وعن امكانية زيارة البابا الى بلاد الارز كما كان وعد، تستبعد المصادر القيام بهذه الزيارة في الوقت الراهن بسبب الخلافات الكبيرة بين الاطراف، لا سيما ان الاجواء السياسية غير مؤاتية للترحيب بزيارة مثل هكذا شخصية كبيرة ولبنان على ابواب انتخابات نيابية ورئاسية، ولكنها تؤكد على ان البابا فرنسيس مصّر على القيام بها عندما تسمح الظروف، خصوصا انه كانت له في الفترة الاخيرة عدة زيارات تاريخية الى كل من مصر والعراق والامارات العربية المتحدة حيث تم نشر” وثيقة الاخوة والتعاون”، اضافة الى الزيارة التي قام بها الى قبرص الدولة القريبة جغرافيا من لبنان.

وتعود المصادر لتؤكد ان لبنان كان وسيبقى محور اهتمام الفاتيكان لأنه يمثل العيش الواحد والتنوع، وتذكّر بالدعوة التي كان وجهها البابا يوحنا الثاني للمسيحيين لمشاركة المسلمين بالصيام يوما في شهر رمضان .

وعن امكانية ان يقدم الفاتيكان مبادرة خاصة بلبنان تنفي المصادر ذلك، ولكنها تربط بين زيارة الموفد البابوي وزيارة وزير الخارجية الكويتي الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح الذي زار لبنان مؤخرا حاملا مبادرة باسم الدول الخليجية خصوصا ان مضمونها يتطابق مع تتمناه دولة الفاتيكان للبنان كما بعض الدول الصديقة والشقيقة والتي ترفض استمرار سيطرة النفوذ الايراني عليه.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال