الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ومتى اعترف حزب الله بالقضاء؟

مَن يفاجئه موقف حزب الله من القضاء اللبناني عمومًا ومن المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار خصوصًا، يكون إما “هاويًا” في السياسة وإما لا يعرف حزب الله.

الحزب، في حقيقة الأمر، لا يعترف لا بقضاء لبناني ولا بقضاء دولي، يعترف فقط بما يناسبه:

في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ” شَيْطَن” حزب الله المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وسمَّى الذين اتهمتهم المحكمة بالضلوع في اغتيال الرئيس الشهيد على انهم “قديسون”، “وليجرؤ احدٌ على الإقتراب منهم”، كما هدَّد أكثر من مرة الأمين العام للحزب حسن نصرالله.

عند اغتيال الناشط هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانية في بيروت، وعملية القتل موثَّقة بالفيديو، وظهَر واضحًا وجه الجاني، وبدلًا من أن يسلِّمه حزب الله، اعلن  نصرالله في احدى إطلالاته ان “هاشم السلمان مظلوم ويجب التحقيق في ظروف مقتله”!

في النزاع على ملكية الاراضي في بلدة لاسا الجبيلية بين بكركي وبعض الذين يضعون ايديهم على تلك الاراضي، صدر حكمٌ قضائي بأن الاراضي تعود إلى بكركي، وحين توجهت القوى الامنية لتنفيذ حكم القضاء، واجهها حزب الله بالقوة ومنعها من تنفيذ الحكم، وملزال المنع ساريًا إلى اليوم.

حين يحاول حزب الله الوقوف في وجه المحكمة الدولية، وحين يقف في وجه تنفيذ حكمٍ قضائي في نزاعٍ عقاري، مرورًا بقضية “المظلوم” هاشم السلمان وصولًا إلى جريمة العصر المتمثلة في انفجار مرفا بيروت، فهل يكون يؤمن بالقضاء؟

بالتأكيد لا، من هنا يمكن فَهم لماذا حزب الله لا يعترض على هذا الوزير أو ذاك، لأنه في نهاية المطاف يستخدم القوة وفائض القوة التي لم تعد فقط عسكرية وأمنية بل وزارية ونيابية وديبلوماسية وإعلامية، ومن الامثلة، انه في إحدى جلسات المفاوضات في الناقورة حول ترسيم الحدود، منع عناصر من حزب الله فريق التصوير لتلفزيون لبنان الرسمي، من التصوير، وحين تجرَّأ فريق التصوير وخالف “تعليمات” عناصر حزب الله، الذين كانوا يحملون مسدسات، اقدموا على تحطيم كاميرته، لم يجرؤ أحدٌ في الحكومة على إصدار بيان إدانة، وكأن الحادثة وقعت في الموزمبيق وليس في جنوب لبنان، في منطقة ممنوعٌ تواجد مسلحين فيها بموجب قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701.

ما كان حزب الله ليستخدم فائض القوة بهذه “السلاسة”، لو لم يلقَ تساهلًا وتسهيلًا ، إلى حدِّ التخاذل، من السلطة التنفيذية:

هل اتخذت حكومة الرئيس ميقاتي موقفًا من الزيارة الاستفزازية للمسؤول الامني في حزب الله وفيق صفا لقصر العدل؟

بماذا ردَّت الحكومة حين هدد نصرالله بان المازوت الإيراني سيدخل، وليجرؤ احدٌ على منعه؟

حزبُ الله يعرف ان لا احد في السلطة يعترض أو يجرؤ على الإعتراض على ادائه:

الم يقُل النائب نواف الموسوي،في جلسة علنية لمجلس النواب، والذي ارغمه حزب الله على الإستقالة، ” ان بندقية المقاومة هي التي اوصلت العماد عون إلى سدة الرئاسة”؟

كيف يثق المواطن في “دولة” لا تحميه من “الدويلة” ؟