السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

١٥ آب " ميني " ٤ آب إلى كم محرقة تحتاجون لترحلوا؟

في ٤ آب ٢٠٢٠ ، كلهم كانوا يعلمون بوجود نيترات الأمونيوم ، من أعلى الهرم في السلطة حتى آخر مسؤول في المرفأ. لم يفعلوا شيئًا ، اقتصرت ” جهودهم ” على تبادل المراسلات في ما بينهم ، إلى ان وقعت الواقعة، وبدأوا بتقاذف وتبادل المسؤوليات عما حدث وأسبابه، وإلى اليوم، وبعد الدخول في السنة الثانية على ” محرقة نيترات الأمونيوم “، ما زال تبادل الاتهامات شغَّالًا، لكن أكثر من مئتي ضحية مازالت دماؤهم في الأرض، وأكثر من ستة آلاف جريح مازالوا يعانون الأوجاع، وعشرات آلاف البيوت والسيارات المتضررة ما زال أصحابها يعانون عدم وجود مَن يعينهم.

في ١٥ آب ٢٠٢١ ، كلهم يعلمون بوجود خزانات محروقات من بنزين ومازوت، يعلمون من الشهود العيان ومن البلديات ومن مخافر الدرك ومن مراكز الجيش والأمن العام وأمن الدولة، تُرفَع التقارير إلى رؤسائهم الذين يرفعونها بدورهم الى الوزراء المعنيين الذين يرفعونها بدورهم الى اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع الذي يتخذ التوصيات الملائمة في شأنها.
كل هذه القنابل الموقوتة، كما ” قنبلة عكار ” ، معروفة من الجميع ، فهل من إجراء اتُّخِذ؟

منذ استفحلت ازمة المحروقات، تحوّل البلد إلى أرض عائمة فوق خزانات محروقات لا حصر لها ولا عد :
لكل مولِّدٍ خزانه، ولكل محطة خزاناتها، ولكل مستشفى وسوبرماركت خزاناتها، لكن الأخطر من كل ذلك هي الخزانات والمستودعات القريبة من الحدود مع سوريا حيث المحروقات توضَّب فيها تمهيدًا لتهريبها الى سوريا.

لا يدّعي أحدٌ أنه لا يعرف!

فكيف بأربعٍ وعشرين ساعة فتحَت كل المحطات، وكلها كانت خزاناتها مليئة بالبنزين والمازوت؟ كيف بأربعٍ وعشرين ساعة انتشر الجيش في معظم النقاط التي فيها خزانات ؟ هذا دليل على انهم كانوا يعلمون؟

ولكن مَن كان يغطي اصحاب الخزانات ؟ هُم انفسهم الذين كانوا يغطون نيترات الأمونيوم في العنبر الرقم ١٢ في مرفأ بيروت .

الآن ، الكلام لم يعد ينفع، المطلوب بأسرع وقت ممكن إحالة ” محرقة عكار ” إلى المجلس العدلي والطلب إلى جميع مَن يمتلكون خزانات محروقات الإبلاغ عنها إلى الأجهزة المختصة، وما لم يحصل هذا الأمر، سيبقى لبنان عائمًا فوق قنابل موقوتة :
حزب الله يمتلك صواريخ لا يُعرف مكان تخزينها. هذه قنابل موقوتة.

مستودعات التهريب من لبنان الى سوريا ، أماكنها معروفة لكن السلطات الرسمية لا تجرؤ على الإقتراب منها لأن سلطات الأمر الواقع على الأرض، أي “حزب فائض القوة ” هم الذين يمنعون السلطات الرسمية من القيام بدورها.

عبثًا الاستنكارات، وعبثًا بيانات الأسف، ما لم تكن الدولة هي السلطة الوحيدة ، فإن ٤ آب سيتكرر و١٥ آب سيتكرر ، فما الذي تغيّر كي لا يتكرران؟