الصراع يحتدم بين نصرالله وماهر الأسد

لا يزال الصراع بين حسن نصرالله وماهر الأسد على حاله، وعلى الرغم من تدخل بعض المقربين من الطرفين، إلا أن الازمة بينهما لا تزال قائمة وبشكل تصاعدي، إذ وصلت إلى مكان يصعب فيه حل المشكلة.

العلاقة بين نصرالله وشقيق بشار الأسد لم تكن يوماً جيدة، وهي بنيت منذ الأساس على المصالح، واتت الحرب السورية لتجبر ماهر الأسد على التعامل مع نصرالله وحزبه مرغماً، إذ شاءت متطلبات الحرب التعاون بينهما من اجل تمرير مرحلة الحرب.

وسرعان ما تحول هذا التعاون إلى عداوة، كون ماهر الأسد لم يستجب للواقع الذي فرضته الحرب، ورفض التعاون مع أمين عام حزب الله إلا بالأمور التي لها علاقة بتوزيع المغانم والأموال وعمليات التهريب.

تكشف مصادر مطلعة على الصراع الدائر بينهما عن أن الازمة بدأت تتصاعد في وتيرة كبيرة، ولم تفلح جهود المقربين من تقريب وجهات النظر لان ماهر الأسد صعّد من مواقفه العدائية تجاه نصرالله وبات يطالب برحيل الحزب عن الأراضي السورية، لأنه يعتبر أن الحرب انتهت ولم يعد من الضرورة لتواجد عناصر الحزب في سوريا.

وتضيف المصادر لـ”صوت بيروت انترناشونال”: “الخلاف الحاصل استدعى تدخلاً من روسيا وايران لوقف الاشكال وعدم تمدده، لأنه قد يؤدي إلى صراع مسلح بين الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد وعناصر الحزب المتواجدين على الأراضي السورية، وسبق ان وقعت إشكالات مسلحة سابقاً، وأوقعت عدداً من القتلى في صفوف الحزب”.

وتشير المصادر إلى أن ماهر الأسد يخشى من التمدد الإيراني في سوريا، ويعتبر أن تمدد إيران في سوريا عن طريق حزب الله يضر بنظام الأسد ويجعل من سوريا دولة منغلقة، إلا ان روسيا طمأنت ماهر الأسد بأن الوجود الإيراني مؤقت.

ويعمل ماهر الأسد على اصدار قرارات عن طريق الرئاسة السورية تمنع خروج عناصر الحزب من مراكزهم إلا بأوامر من القيادة السورية وعدم القيام بدوريات إلا بموجب امر مباشر من رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومنع عناصر الحزب الاقتراب من مناطق نفوذ الفرقة الرابعة تحت طائلة اطلاق النار واعتبار عناصر الحزب قوة معادية.

وأكدت المصادر نقلاً عن مصادر سورية، أن المازوت الذي زعم الحزب بأنه اتى من إيران، هو جزء بسيط مما تم تهريبه إلى سوريا، وتم الافراج عنه من قبل الفرقة الرابعة بعد تدخل مباشر من بشار الأسد كون الحزب يعاني من ازمة محروقات حادة داخل بيئته.