الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بين عبثية الحياة و قوارب الموت..هنا لبنان

لحظات و أيام خلدها ويخلدها التاريخ الأسود للبنان المظلوم، سُجلت بلمسات و إنجازات “بي الكل”، كانت ابرزها مقولته الشهيرة “يلّي مش عاجبو يفل”، واليوم، في هذه البقعة السامة من الأرض، 89 ضحية “فلّو” الى الأبدية هرباً من ⁧هذا العهد المقيت.

إن ما يعيشه المواطن اللبناني هو اختزال لانحلال الدولة في لبنان عموما، فمن هربوا من موت محتم في موطنهم ليموتوا غرقًا في البحر، هو نتاج وجودهم في بلد “جمهورية” تفتقد لرئيس، فمن يحكمها جاثم على كرسي بعبدا ليسَ إلاّ دميَة بيَد ولاية الفقيه لا أكثر … وعهده كان أسوَء عهد بتاريخ لبنان اذ ان المآسي الحاصلة تُحمّل مسؤوليتها للسلطة المتضاربة في لبنان.

كيف يكون وطناً، متى كانت الحياة فيه هي ثمن الهروب منه؟

يأبى العهد العوني المغادرة دون ان يترك بصماته في المآسي والويلات مختتما ولاية من ست سنوات اعتبرت الأسوء في تاريخ البلاد، وسكوت هذا الشعب الذي عاش الكوارث بأشكالها بدءاً بالحريق والغرق والعتمة والافلاس والافقار، أدى به إلى قوارب الموت التي ما زالت تجوب مُثقلة بمآسي وهموم شعب فقد الأمان حتى خرج من وطنه.

هربا من الكابوس و تراكم العنف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني في لبنان، لا يزال البحر يبتلع في أعماقه أرواحاً هامت بأوطان عادلة، اما عن حالة اليأس التي وصل إليها المواطن سببها دولة تركت ابناءها في قعر جهنم و دفعتهم من دون أن تحرك ساكناً للهجرة الدامية، فيما المضحك المبكي انه يخشى الفراغ فيما الخطر يكمن بوجوده في سدة الرئاسة.

فإلى متى سيبقى هذا العهد المرتهن وهذه الحكومة البتراء يعمدان الى تيئيس اللبنانيين واجبارهم على المخاطرة والابحار هربا من هذه المنظومة الحاكمة؟ إلى متى سيترنح‬⁩ الشعب مفضلاً الموت عوضاً عن البقاء تحت حكمكم الجائر؟ لنصلي..

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال