حمل حقيبة افلاسه السياسية لا بل حتى المالية وعاد ادراجه الى وطن وصل الى الانهيار بسببه… من اضاع ارث والده على كل المستويات وسمح لشخص كالسيّد التطاول على الشهداء، طلب من محامي ممثلي الضحايا المشاركين في المحكمة الخاصة بلبنان إبلاغ المحكمة بما غرّد به النائب جميل السيد يوم السبت الماضي بأنه قبض مبلغ ٢٧ مليون دولار اميركي ثمن قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
اسبوع مرّ على تغريدة السيّد لم تحرك لدى الحريري سوى مواجهة الرديّح بردح مماثل، ليعتبر اليوم ان” تغريدة السيّد قرينة إضافية على ان إفادته أمام المحكمة كانت بهدف تضليل المحكمة وطمس الحقيقة ما يمثل جرما مستقلا يستوجب الملاحقة، فضلا عن ان التحدي الأحمق الذي تضمنته التغريدة قرينة كاشفة عن تلطيه الجبان وراء حصانة نيابية أغدقها عليه الفريق إياه الذي أتى به نائبًا لحمايته من أي مساءلة ومحاسبة”… السؤال لماذا لم يسارع الحريري بالعودة الى لبنان لو كان فعلاً صادقاً بما يظهره ويقوله؟! لماذا سمح بالاساس الى احمد الحريري الدخول بسجال مع انسان معروف عنه قبح اللسان والاخلاق؟! ولماذا اعاد تغريداته الصبيانية التي لا تمت الى رجال السياسة بصلة؟!
كتلة نواب المستقبل تدرس كما ذكرت في بيان رفع الحصانة النيابية عن السيّد تمهيدا لملاحقته أمام القضاء المختص، ليأتيها الرد من الاخير بتغريدة عبر حسابه على “تويتر” جاء فيها: “إلى سعد الحريري ومحمد زهير الصديق ومن يرغب، لقد قلت علناً وأكرر: ادعى ازلامك للتشهير بنا ان محاضر لجنة التحقيق عثرت عندنا في 2005 على 27 مليون دولار، وقلت: إذا كانت اللجنة كما تقولون قد عثرت على 27 مليون دولار فأكون قد قبضتها ثمناً لقتل الشهيد! ومجدداً لأنكم كاذبون، رافع حصانتي وبلطوا البحر”.
لا يكفي الحريري انه اضاع بوصلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي انتشل لبنان من الحضيض وتمكن من تشيّد علاقات دولية مع ملوك ورؤساء العالم، حيث اثمرت علاقاته الإقليمية والدولية، مكاسباً للبنان واعادت تموضعه على الخريطة العالمية بعد الحرب الاهلية، ليتحول لبنان مع حكم سعد الى بلد منكوب لا يستطيع شعبه تأمين قوت يومهم، البطالة وصلت الى نسب لم يعهد لها مثيل، ازمات بالجملة والمفرق، الليرة اللبنانية فقدت قيمتها و الدولار شح من السوق، ومع هذا لم يخجل سعد من الدفاع عن حاكم مصرف لبنان ووصف الثوار الذين وجهوا الى سلامة تهم الفساد بالزعران… خرج سعد من الحكم تحت ضغط الثوار، بعدما اوصل اهل السنّة الى الحضيض وجعلهم مكسر عصا للجميع، طعن بمن حضنه من الدول العربية ومدّ له يد العون وامّن له غطاء، ومع هذا وبكل ثقة عاد الحريري اليوم من دون اي دعم إقليمي أو دولي، عاد واهل السنّة كفروا به وبسياسته وتحالفاته… عاد تحت حجة مقاضاة السيّد، وكأنه ليس من “نكش عش الدبابير”، وسمح لنفسه ان ينزل الى مستوى رجل بشار في النظام الأمني اللبناني السوري، الذي شارك ميشال سماحة بنقل المتفجرات الى لبنان للقيام بعمليات اغتيال… عاد من اجل لعب دور المعارضة ضد حكومة حسان دياب فيما علاقاته بحزب الله وجبران باسيل مستمرة من تحت الطاولة.
الم يكن الاولى بسعد ان يقف امام طائفته ومناصريه في ابشع الظروف التي يمرون بها؟! الم يكن الاحرى به الا يستقل طائرته الخاصة ويغادر لبنان تاركاً من انتخبوه على مدى سنوات ووقفوا الى جانبه في كل الازمات يصارعون الجوع والفقر بصدر عار؟!… عودة الحريري اليوم لن تقدم ولن تؤخر، لم يعد باستطاعته ان يلعب على العصب الطائفي، لم تعد تجدي صور السلفي، ولا الوعود الوهمية التي سبق واغدقها على ناخبيه… بيروت اليوم تئن، اهالي طرابلس جاعوا… كذلك حال اهالي البقاع وغيرهم من المناطق… همّ اهل السنّة اليوم كما باقي اللبنانيين تأمين قوت يومهم، ومحاكمة الفاسدين وعلى رأسهم سعد الحريري الذي حكم على مدى سنوات وكان له اليدى الطولى في سلسلة الفساد والسرقات التي اطاحت باقتصاد ومالية لبنان… لذلك كله ستعود الثورة من جديد وستكون الكلمة في الاسابيع القادمة للثوار وسيحاكم سعد والسيّد وجميع الفاسدين.