"حزب الله".. وعود وهمية وارهاب حقيقي

مع بداية العام الجديد يمكن اطلاق تشبيه “جهنم” بلبنان لان ما يجري على ساحته يفوقها بشاعة وعذابا في ظل انقسام عامودي بين اهل السلطة على الصعيدين الداخلي والعلاقات مع المحيط لاسيما دول الخليج العربي، وظهر من خلال حفلة خطب ومؤتمرات صحافية افتتحت فيها السنة الجديدة بقصف كلامي ارتفع فيه منسوب الاتهامات وادى الى هبوط سعر صرف الليرة اللبنانية الى ادنى مستوى يسجله تاريخ هذه العملة.

فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون طرح تساؤلات لكن الحلول مفقودة تبعه في اليوم التالي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مؤتمر صحافي غلب عليه طابع العاطفة وهو رغم وعوده لم يتمكن من تحقيقها سوى من خلال اطلالاته المطمئنة والتي لا تشبع الامعاء التي بالكاد تسد رمقها.

واما الاطلالة الثالثة التي وضعت لبنان على “كف العفاريت” فهي لامين عام “حزب الله” حسن نصر الله الذي قصف كل الجبهات بكلام يفوق مفاعيل الصواريخ التي خزنها ومازال على مساحة لبنان باكمله ولكن عملية اطلاقها باتجاه العدو الاسرائيلي لم تحن بعد لحين اقناع اللبنانيين بضرورة التمييز بين القاتل والشهيد.

وزع التهم الى المسؤولين العراقيين دون ان يسميهم مطالبا اياهم باتخاذ موقف حازم من القاتل الذي حدده في الولايات المتحدة واخراجها من العراق وانتقل الى المملكة العربية السعودية التي يمعنون في تصدير منتوجاتهم من الكبتاغون الى اراضيها ولم تسلم قطر التي دعمته ابان حرب تموز 2006 وتناسى الخلايا التي تنشط في الكويت وتحاول زعزعة استقرارها الداخلي.

اما سوريا فشعبها قضمت ارضه وتشتت ومازال “الحرس الثوري الايراني” والى جانبه “حزب الله” يخزنون السلاح الذي يدمر جزءا كبيرا منه فهل يكدس في المستودعات استعدادا لتحرير فلسطين ام تحرير سوريا من شعبها بالكامل من خلال شراء اراضي ابنائها بالترغيب والترهيب ام من خلال ربط طهران بسوريا مرورا بالبصرة من خلال مسار سكك حديدية لاكمال مشروع “ولاية الفقيه”.

اما بالنسبة لاعتباره ان اللبنانيين الذين يؤمنون لقمة عيشهم في دول الخليج العربي وفي المملكة العربية السعودية تحديدا لماذا هذا الحرص عليهم وان حصل ورحلوا من اراضيها فهذا من ابسط ما يمكن ان تقوم به وما عليك الا ان تضمهم الى مشروع مقاومتك لتحرير فلسطين على ان يكون الراتب بـ”الفريش دولار” الذي يسعى حزبك الى تأمينه من خلال تجارة الكبتاغون والتهريب عبر الحدود البرية والبحرية والجوية.

اما بالنسبة للثأر لقاسم سليماني وابو مهدي المهندس فقد مرت سنتان على وعده بالثأر وال100 الف مقاتل هم مجرد ارقام ترصد عدد طلعات جيش العدو الاسرائيلي التي تغير على مستودعات ومخازن الاسلحة الايرانية انطلاقا من ساحة “حزب الله” وعلى بعد كيلومترات من حارة حريك.