من يعطل حوار اللبنانيين وحل مشاكلهم؟

سارع “حزب الله” لقبول دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الحوار الوطني حول الإستراتيجية الدفاعية واللامركزية الإدارية، وخطة التعافي الإقتصادية التي تهدف الى العمل مع صندوق النقد الدولي لانتشال اللبنانيين من الأزمة.

طاولة الحوار تعني تنفيذ القرارات الدولية 1559 و 1680 و 1701. وطاولة الحوار تعني وجود حكومة في البلد فاعلة ومنتجة وقادرة على حل مشاكل اللبنانيين وتكون مواضيع الحوار مربوطة تنفيذياً بها وليست في الهواء.

وطاولة الحوار تعني أن لبنان وحكومته قادرين على تنفيذ الخطة الإقتصادية بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، وأن الحكومة تعمل بدون أية عراقيل يواجهها بها أي طرف لبناني.

هل فعلاً هذا ما يحصل؟ ولماذا يريد حزب الله حواراً وطنياً الآن فهل لبحث الإستراتيجية الدفاعية، أم لبحث الإستراتيجية الإنتخابية لجذب أكبر عدد ممكن من الناخبين لأنه قَبِل ببحث الإستراتيجية الدفاعية المتصلة أساساً بإيجاد حل للسلاح غير الشرعي ودمجه بسلاح الجيش اللبناني؟

ما يحصل فعلياً هو الآتي:

-“حزب الله” لا يريد خطة تعافي للإقتصاد من أجل اللبنانيين، فهو ساهم في إهدار احتياط مصرف لبنان من العملات الأجنبية عن طريق التهريب للمواد التموينية لا سيما الطحين كما هو حاصل حالياً، وللمحروقات كما حصل خلال السنتين الماضيين. وهو يسمح بترك الناس تتألم جوعاً وبرداً أيضاً من عدم قدرتها على تسديد أسعار المازوت للتدفئة، في حين أنه قدّم مازوتاً مدعوماً لبيئته في بداية الشتاء، ما لبثت هذه التقديمات أن توقفت أيضاً.و كل ذلك كان بفعل تعطيل الحكومة و تغييب دورها و قبل ذلك تعطلت عملية تشكيل الحكومة لسنة وأكثر.

-ما حصل هو أن سعر الدولار بالنسبة إلى العملة الوطنية يزداد ارتفاعاً ولا من سلطة في البلد تعمل بفعل التعطيل للحكومة، من أجل وضع حد لذلك. حتى أن الوضعية المعيشية للجيش اللبناني تتأثر من جراء تعطيل عمل الحكومة.

-الدول الكبرى تنتظر من لبنان تفعيل حكومته للتوقيع مع صندوق النقد الدولي على الخطة التي سيتمكن من خلالها إنقاذ لبنان. وإذا لم يحصل ذلك بفعل التعطيل للحكومة، لن يكون هناك إنقاذ للبنان لأن كل الموفدين الدوليين ينتظرون من لبنان أن يقوم بواجباته تجاه شعبه وتجاه التعاون مع صندوق النقد الدولي أولاً، لكي يتمكن الصندوق من المساعدة. وفي مرحلة لاحقة لكي تتمكن الدول بدورها المساعدة بناءً على ما سيكون عليه وضع لبنان مع الصندوق.

-هناك محاولات لتعطيل السلطة القضائية من خلال عرقلة تحقيقات المحقق العدلي في جريمة المرفأ طارق البيطار.
هل هذا كله يؤشر الى جدية في التعامل مع المآسي للبنانيين؟ النائب محمد رعد قال سابقاً عن نتيجة الحوار الوطني حول الإستراتيجية الدفاعية بلوها و اشربو ماءها. كل ذلك للقول أن ثمة من يعرقل الحوار الداخلي بين اللبنانيين لحل مشاكلهم على كافة الأصعدة .