الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

سعد الحريري يهدد بدق الاسفين الأخير في نعش مسيرته السياسية!

سعد الحريري يهدد باستقالة كتلته من المجلس النيابي، خبر تداول في الايام الاخيرة، ليس بسبب الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، وعدم وضع استراتيجية واضحة للخروج من الازمات التي تعصف بلبنان، بل لانه يرفض ان يمس باحد “اعوانه” نائب حاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري.

عقلية المحاصصة لا تزال تفضح سياسيي لبنان، مهددة الحكومة والبرلمان بالتفجير الداخلي في حال تم الاخلال بالمبدأ الذي ارتكزوا عليه منذ سنوات، لكن “حزب الله” الذي وضع كل ثقله لتشكيل حكومة دياب لن يسمح لاحد بالاقدام على اي خطوة من شأنها المس بالنظام. لعبة الحريري مكشوفة، فالى الان لم يتعلم درس الحنكة السياسية، فبعد ان وجد نفسه مرفوضا من الشارع السني الذي طالب باستقالته كما بقية رموز السلطة، وبعد خسارته لشعبيته وتسليط الضوء على مسيرته الفاشلة، ها هو يحاول من جديد اظهار انه لا يزال له تأثير على الساحة السياسية، بفرض التجديد للنائب الثالث لحاكم المصرف محمد بعاصيري وكأن لا يوجد رجال في الطائفة السنية غيره.

رفض دياب التجديد لنواب حاكم مصرف لبنان الأربعة، ليصطدم بالحريري وليدخل كذلك في مواجهة مع بري المتمسك بالنائب الأول رائد شرف الدين، لذلك حاول بري الدخول في تسوية لابقاء الحاكمين على ان يستبدل النائبين الثاني الدرزي سعد العنداري والرابع الأرمني هارتيون صاموئيليان، وبعد مفاوضات مع اطراف الحكم هدد خلالها رئيس “تيار المردة” بالاستقالة من الحكومة تم تجميد الملف الى حين التوصل الى اتفاق يرضي الاطراف من دون الحريري الذي لم يعد لديه اي وزن سياسي وقد اعتاد الجميع على تخطيه نتيجة مسيرته الطويلة في الرضوخ. وقد سحب رئيس الحكومة حسان دياب بند التعيينات من جدول جلسة مجلس الوزارء اليوم بعد الكباش قبل الجلسة بين “تيار المردة” و”التيار الوطني الحر” حيث قال “كان المفروض أن يستند الاختيار في التعيينات على المعايير الأكاديمية والكفاءة العلمية والخبرة فقط، وليس وفقاً لحسابات المحاصصة السياسية.بكل أسف، ما حصل يخالف قناعاتي ومنطلقاتي وتوجهاتي. هذه التعيينات، بالطريقة التي تحصل، لا تشبهنا جميعاً كحكومة تكنوقراط، وأنا غير مرتاح إطلاقاً أن يتقدّم المعيار السياسي على معيار الكفاءة. هذا غير منصف لنا ولا لفكرة حكومة التكنوقراط ولا للمرشحين ولا للناس الذين اقتنعوا أننا نريد تغيير الصورة النمطية للسلطة التنفيذية”… كلام حق خلفيته باطلة فالجميع يعلم انها حكومة “حزب الله” بوجوه جديدة تابعة للقوى السياسية.

رهان الحريري على بري ومحاولاته كالعادة اللعب على الوتر الطائفي من خلال تمسكه ببعاصيري لن تنجح، فمن حنى ظهره طوال مسيرته السياسية لم يعد لكلمته اي اعتبار، لا داخل طائفته ولا بين الزعماء، وعلى عكس ما يجري الترويج له فان الحريري اوهن من ان يقدم على خطوة استقالة كتلته من المجلس النيابي.

14 سنة من العمل السياسي لسعد تخللها ترؤسه ثلاث حكومات، كلها اخفاقات لم يستطع خلالها تحقيق اي نجاح على اي صعيد، بل على العكس وصل لبنان في عهده الى الحضيض كذلك شركات ومؤسسات والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي اغلقت وصرف موظفيها لعدم تمكن الوريث من ادارتها بشكل صحيح… لم يفشل الحريري في عالم السياسة فقط بل تسبب في احباط اهل السنّة في لبنان، منذ رفعه عبارة “نحن أم الصبـي” لينطلق في مسيرة التخاذل في سياساته امام الاخرين، مع عجزه عن الدفاع عن أهل السنّة، وجعلهم مكسر عصا الامر الذي تسبب بغضبهم، وقد ترجموا ذلك في صناديق الاقتراع، حيث خسر سعد ثلث المقاعد التي سبق وحصل عليها في الانتخابات النيابية، لذلك يعلم ان استقالته من المجلس النيابي يعني دق الاسفين الاخير في نعش مسيرته السياسية.