الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أسطورة المعابر في لبنان

للبنان معابر برية مع كل من سوريا و فلسطين المحتلة، والمعابر الجنوبية مع فلسطين مغلقة لأسباب معروفة، لكن المعابر مع سوريا الشرعية منها وغير الشرعية لها أساطير تروى وحكايا كثيرة.

فالمعابر الشرعية خاضعة شكلياً لسلطة الدولة اللبنانية، ولكن في المضمون يعرف الجميع أن ميليشيا حزب الله الإيرانية هي من تسيطر على تلك المعابر عبر شخصيات فاسدة وعميلة من أعلى الهرم إلى أسفله، والمعابر الشرعية في هذه الحالة يتم تسخيرها لخدمة مشاريع إيران في لبنان، وبالتالي دخول أشخاص غير معروفين إلى الأرض اللبنانية دون قيد أو شرط أو حتى ملاحقة.

ومن الطرف السوري الخاضع لسلطة النظام الأسدي، ألمح الروس في أكثر من مناسبة إلى أن نظام الأسد ترك لقوات تابعة لميليشيا حزب الله الحرية التامة في الإشراف على القسم السوري من المعبر، وعلى هذا تترتب أمور أخرى متعلقة بضرورة مناقشة مسألة جداً خطيرة تضر بأمن لبنان و مواطنيه، وهذا الأمر تجلى في نقل مواد خطرة ومتفجرة في كثير من الأحيان، وما قصة ميشال سماحة ببعيدة عن الأذهان، وطاقم الحكم في ⁧‫لبنان – كما يقول البعض -‬⁩ يشبه حكام الرومان القدماء وإحيائهم للعروض الدموية المعروفة بمسمّى damnatio ad bestias والذي يعني الإدانة إلى الوحوش الذي يقوم بتنظيمها رجال يسمون bestiarii وهذه هي حالة لبنان اليوم.

شعب لبنان رُمي لوحوش السلطة وتُرك لمواجهة مصيره والعالم يتفرّج على موت بطيء، يشبه في شكله ومضمونه رصاصة أنطلقت لتجهز على إنسان ولكن عبر مراحل معينة، والطاقم السياسي في لبنان على الرغم من كل إفساده و فساده، داسَ على دماء ضحايا ⁧‫انفجار مرفأ بيروت‬⁩، وبكل وقاحة يقيم بازار مراضاة بينهم، من أجل التغطية على الجريمة الموصوفة بجريمة العصر.

‏وميليشيا ⁧‫حزب الله‬⁩ الحاكمة والمتحكمّة والمطّلعة على الشاردة والواردة ورّطت ⁧‫لبنان‬⁩ بأزمات نتيجة مشروعها الإيراني المتناقض مع الدستور والثقافة والوجود الحر في لبنان، وإن إستمرار هذه المنظمة المسلحة بسلوكها سيؤدي في نهاية المطاف إلى التهلكة، فسياسة القضم التي تنتهجها ستؤدي أيضاً بنهاية المطاف الى زوال الجمهورية اللبنانية ككيان مستقل، وحجز لبنان بأسره في سجن إيراني كبير، يجعل لبنان اليوم دولة آيلة للسقوط المدوي إن لم تكن هذه الدولة سقطت بكل معنى الكلمة، علامات السقوط واضحة من خلال الكثير من الممارسات اليومية لسلطة عون التابعة كلياً لإيران.

خلال السنة والنصف الماضية، أفلس لبنان بطريقة إقتصادية وسياسية، لدرجة أصبحت فيها المواد الضرورية للعيش صعبة المنال، و الناس ينظرون إلى المستقبل بكثير من الحزن والخوف والألم.