الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أمن الضاحية الجنوبية والقميص الوسخ

في شباط 1984 ، وإثر سقوط ما كان يُعرَف ب”بيروت الغربية” ، إثر ” انتفاضة 6 شباط” على يد حركة امل بعد ” تحييد” اللواء السادس في الجيش اللبناني الذي كان منتشرًا في تلك المنطقة، تصاعدت المشاكل بين الأحزاب، واتخذ بعضها طابعًا مسلحًا، ما دفع رئيس حركة أمل نبيه بري إلى مناشدة الجيش والقوى الأمنية تسلم الأمن في “الغربية” ، لأنه لا يريد أن “يلبس القميص الوسخ للأمن” كما قال.

اليوم ، وبعد 38 عامًا على تلك الواقعة، كأن التاريخ يعيد نفسه، ليس في ” بيروت الغربية” بل في الضاحية الجنوبية.

“حزب الله لا يريد أن يلبس القميص الوسخ للأمن في الضاحية الجنوبية”، لذا أصدر بيانًا مشتركًا مع حركة أمل، ناشد فيه الجيش اللبناني تسلُّم أمن الضاحية”.

ماذا يعني هذا التحول؟

يعني أولًا أن حزب الله فشل فشلًا ذريعًا في ضبط أمن الضاحية.
يعني ثانيًا أنه إذا حاول فرض الأمن بالقوة، فإنه سيصطدم مع العشائر التي تكوِّن جزءًا من أداته العسكرية البشرية، فهل يضرب نفسه؟
يعني ثالثًا أن حزب الله قدَّم نمطًا فاشلًا في إدارة المناطق التي يسيطر عليها، على رغم كل محاولات “البروباغندا” وتبييض صفحته عبر توزيع البنزين والمازوت الإيرانييْن، وعلى رغم “القرض الحسن” الذي يحاول توسيع بقعته.

فشله في تثبيت الأمن في الضاحية الجنوبية يطرح علامات استفهام على فرضه الأمن في مناطق أخرى يسيطر عليها ولاسيما منطقة بعلبك الهرمل حيث تنشط عصابات سرقة السيارات وإنتاج “الكابتاغون”.

إن نمو عصابات السرقة وإنتاج الكابتاغون وعمليات التهريب، جعلت الضاحية الجنوبية “بيئة حاضنة” لكل الممارسات الممنوعة، فهل “طلب النجدة” من القوى الأمنية الشرعية هو اعتراف بفشل “الأمن الذاتي” الذي يمارسه حزب الله؟ وهل يخلع “القميص الوسخ للأمن” بعدما عجز عن “تنظيفه”.

لكي تنجح القوى الأمنية الشرعية في مهامها، لا يكفي توقيف “الصغار” من “عناصر” عصابات السرقة وإنتاج الكابتاغون، المطلوب توقيف “الكبا”، أي مشغليهم، فهل يرفع حزب الله الغطاء عن هؤلاء؟ أم أن الإستعانة بالقوى الأمنية الشرعية هي فقط محاولة لتبييض الصفحة قبل الإنتخابات النيابية؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال