الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إستحالة تشكيل الحكومة في لبنان... ما أسبابها؟

أياً كانت المبادرات التي يطلقها أبناء السلطة في لبنان حول تشكيل الحكومة ، لابد من القول إن عملية التأليف مستحيلة في هذا التوقيت ، لأن ميلشيا حزب الله بصفتها الحاكم الفعلي في لبنان تمتنع عن ذلك لأسباب كثيرها ، ومن أهمها :

أولاً : عدم رغبة إيران في إعطاء لبنان متنفساً حكومياً يتمثل بحكومة جديدة ، لأن طهران ترى في ذلك ورقة تفاوضية مع واشنطن ، من الأفضل لمصلحة خامنئي تأجيلها إلى ما بعد صدور نتائج الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة مطلع شهر نوفمبر المقبل

ثانياً : في حال فاز الرئيس دونالد ترمب بولاية جديدة ، فإن أياماً سوداء تتنتظر إيران بحسب المتابعين والمراقبين ، و الموافقة الإيرانية في ذلك التوقيت المستقبلي على مجيء حكومة جديدة في لبنان ، سيكون بمثابة إنحناء للعاصفة منذ بدايتها ، و إستهلاك للوقت بغية كسب رضا الأمريكان

ثالثاً : وفي حال فاز الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة ، ستكون إيران على موعد مع نصر مفترض كما تقول ، وإستراتيجية أمريكية مختلفة ، و وقتها لابد من مكافأة رجل باراك أوباما الذي خط بيده الإتفاق النووي المشؤوم معها ، والذي مزقته إدارة ترمب ، و حلحلة الوضع جزئياً في لبنان سيخدم آنذاك رؤية بايدن كرئيس أمريكي

رابعاً : لم تعد خيارات إيران في لبنان محدودة بسقف زمني أو عهد قوي أو ضعيف ، ولذلك يعول الحرس الثوري على تفجير الوضع في لبنان أمنياً وإقتصادياً ، و في بقية العهد العوني متسع من الزمن لممارسة المزيد من الإرهاب السياسي المفضي لمبايعة جميع قادة الأحزاب اللبنانية لحزب الله ولحسن نصر الله شخصياً بصفته ظل المرشد على أرض الأرز

خامساً : جاءت الصفقة الماكرونية حول لبنان في وقت مناسب لتطلعات إيران وحزب الله في مجال المساومة على ما يسمى سلاح المقاومة ، لهذا نجد أغلب الحاضرين في قصر الصنوبر سابقاً ، يعتمدون لغة خطاب سياسي مهادنة ولينة مع حزب الله ، ويتطرقون في محادثاتهم ونقاشاتهم لإجرام حزب الله على أنه مسألة ثانوية ، بينما يراه بهاء الحريري مصيبة ويطالب بنزع سلاح حزب الله فوراً

سادساً : أي حكومة جديدة في لبنان بهذا التوقيت ، ستقض مضاجع العونيين وحزب الله وبري على حد سواء ، وتعطيل الرئاسة الثالثة والأهم في لبنان ، و ترك ميشال عون يستفرد في السلطة وإتخاذ القرار في ظل وجود حكومة تصريف أعمال ، أمر خدم ويخدم إيران وحزب الله ، لهذا من الخيال أن نتوقع نجاح التأليف إذا حصل التكليف

سابعاً : قدرة لبنان على التماسك مرهونة اليوم بالتعاطي الدولي مع إيران ، وتدرك إيران أن صاحبة الأمر والنهي في بيروت ، و تنسج خيوط المؤامرات على لبنان مطمئنة لقادة السياسة في بلد نهبه الساسة ، وسرقوا كل مقدراته بحماية سلاح حزب الله غير الشرعي .