السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إستحالتان: اعتذار الرئيس المكلف مقابل انتخابات رئاسية مبكرة

كان يُقال : ” إشتدي ازمة تنفرجي ” فاصبح يقال :

” إشتدي أزمة تنفجري ” … فعلًا ، اشتدت الازمة فانفجرت وكان انفجارها هائلًا بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف .
رئيس الجمهورية يخاطب الرئيس المكلَّف عبر خطاب متلفز يقول له فيه : ” أدعوه إلى قصر بعبدا، من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معي، وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة في تأليف الحكومات من دون تحجج أو تأخير.
أما في حال وجد نفسه في عجز عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني تتصدى للأوضاع الخطيرة التي تعاني منها البلاد والعباد ، فعليه ان يفسح في المجال أمام كل قادر على التأليف”.

كلمة المرور في خطاب الرئيس ميشال عون هي :

” عليه ان يفسح في المجال أمام كل قادر على التأليف.”

سارع الرئيس المكلف إلى الرد ، وببيان مسهب ، وسرعة الرد اوحت وكأن البيان كان مُعدًّا سلفا، وانه كان يعلم ان رئيس الجمهورية سيوجِّه له مثل هذا الإنذار .

بيان الرد الذي جاء فيه مخاطبًا رئيس الجمهورية :

” أن يختصر آلامهم ومعاناتهم عبر إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة وهي الوسيلة الدستورية الوحيدة القادرة على إلغاء مفاعيل اختياره من قبل النواب لرئاسة الجمهورية قبل خمسة أعوام، تماما كما اختاروني رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة قبل خمسة أشهر. ”

أي ان الرئيس المكلف يقول لرئيس الجمهورية :

” أَعتذر ولكن مقابل انتخابات رئاسية مبكرة “.

البلاد إذًا امام ” لاءَيْن ” : لا اعتذار مقابل لا انتخابات رئاسية مبكرة ، وبهاتين ” اللاءيْن ” يكون لبنان قد دخل في نفق أزمة غير مسبوقة في تاريخه في ظل انهيار غير مسبوق في قيمة الليرة اللبنانية تجاه الدولار الاميركي ، اما إلى أين ؟ فلا احد يعرف في ظل وجود مسؤولين يتمتعون بصفة عدم القدرة على توقُّع ردة افعالهم حيال تطورات معينة ، وهذا ما يجعل البلد عرضة لمفاجآت في ردات فعل البعض وهذه هي الكارثة في حدِّ ذاتها ، ما سيؤدي الى انهيارات دراماتيكية على كل المستويات .