على الرغم من كل الأحداث في لبنان ، وعلى الرغم من إنسداد الأفق السياسي وتعطل الحلول ، و منع تشكيل الحكومة العتيدة ، وتمسك أطراف السلطة اللبنانية بأمر حرب الله بمطالب تعجيزية ، ينتظر ساسة لبنان عقوبات لن تكون متوقعة
فالإتحاد الأوربي يعد العدة لعقوبات كبيرة وغير مسبوقة ، على الطبقة السياسية المتمادية في إذلالها لشعب لبنان ، و المتماهية مع الأجندة الإيرانية العبثية القائمة على مبدأ الإحتلال ، والمستقوية على الناس بسلاح ميلشيا حزب الله غير الشرعي
والضوء الأخضر الأمريكي لفرض تلك العقوبات ، يبرره تمسك إدارة الرئيس جو بايدن حتى اللحظة ، بعقوبات سلفه الرئيس ترمب على الوزير السابق جبران باسيل ، وعدم وجود أي نية لرفعها أو حتى إيقاف مفعولها
ويدرك حزب الله وحلفائه في طبقة الحكم بلبنان ، أن تفاوض واشنطن غير المباشر مع إيران في النمسا ، لن يسمح بالمقابل لأذرع إيران الإرهابية في المنطقة وفي مقدمة تلك الأذرع حزب الله بالإستمرار في تشويه صورة بلد مهم مثل لبنان
والحالة الإقتصادية المزرية في لبنان ، تطل برأسها في كل محفل دولي وإقليمي ، ولا يمكن تجاوزها ، لأن تبعاتها لا تطال المواطنين فحسب ، بل تطال بنية الكيان اللبناني كدولة مستقلة ذات سيادة
وحتى العرب وفي مقدمتهم دول الخليج العربي ، يرحبون بهذا التعاطي الدولي الجدي مع لبنان ، و يطالبون الدول الغربية بأخذ موقف حازم وصارم من ساسة لبنان العاجزين عن الوقوف في وجه حزب الله
لا سيما وأن شواهد التعاطي الغربي ، وبالذات الأوربي منه ، تعاين المستجدات في لبنان من زاوية واضحة ، أساسها أن التفرغ للبنان يحتاج إلى رفع العصا الغليظة على رقاب المعطلين
و باتت مبادرة بكركي الوطنية ، ومواقف محترمة مثل موقف بهاء الدين الحريري ، تحظى بقبول دولي وتكتب عنها كبريات الصحف الأمريكية والأوربية ، معتبرة ذلك خرقاً في جدار الصمت والخوف ضد حزب الله ، ورفعاً مهماً لصوت العقل والمنطق بغية إنقاذ لبنان
ورويترز كانت قد نقلت عن دبلوماسيين أوروبيين ، أن فرنسا والاتحاد الأوروبي يعكفان على إعداد مقترحات قد تسفر عن تجميد أصول وفرض حظر سفر على ساسة لبنانيين لدفعهم للاتفاق على حكومة لإنقاذ البلاد من انهيار اقتصادي
فحرب التحرير وحرب الالغاء وحرب التدقيق في لبنان ، كلها حروب البطل الوهمي فيها واحد والضحية أيضاً واحدة ، ميشال عون رئيس الجمهورية هو البطل المزعوم والمدمر ، و الشعب في لبنان هو الضحية
وإذا كان القانون الجنائي الدولي يعرف مجرمي الحرب في العالم ، بأنهم من ارتكبوا مجازر وحروب إبادة بحق الشعوب ، ألا ينطبق هذا الوصف على حكام لبنان الذين يرتبكون أفظع المجازر السياسية والإقتصادية والأمنية بحق شعبهم .