الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الأسوأ ينتظر الساسة في لبنان

على الرغم من كل الأحداث في لبنان ، وعلى الرغم من إنسداد الأفق السياسي وتعطل الحلول ، و منع تشكيل الحكومة العتيدة ، وتمسك أطراف السلطة اللبنانية بأمر حرب الله بمطالب تعجيزية ، ينتظر ساسة لبنان عقوبات لن تكون متوقعة

فالإتحاد الأوربي يعد العدة لعقوبات كبيرة وغير مسبوقة ، على الطبقة السياسية المتمادية في إذلالها لشعب لبنان ، و المتماهية مع الأجندة الإيرانية العبثية القائمة على مبدأ الإحتلال ، والمستقوية على الناس بسلاح ميلشيا حزب الله غير الشرعي

والضوء الأخضر الأمريكي لفرض تلك العقوبات ، يبرره تمسك إدارة الرئيس جو بايدن حتى اللحظة ، بعقوبات سلفه الرئيس ترمب على الوزير السابق جبران باسيل ، وعدم وجود أي نية لرفعها أو حتى إيقاف مفعولها

ويدرك حزب الله وحلفائه في طبقة الحكم بلبنان ، أن تفاوض واشنطن غير المباشر مع إيران في النمسا ، لن يسمح بالمقابل لأذرع إيران الإرهابية في المنطقة وفي مقدمة تلك الأذرع حزب الله بالإستمرار في تشويه صورة بلد مهم مثل لبنان

والحالة الإقتصادية المزرية في لبنان ، تطل برأسها في كل محفل دولي وإقليمي ، ولا يمكن تجاوزها ، لأن تبعاتها لا تطال المواطنين فحسب ، بل تطال بنية الكيان اللبناني كدولة مستقلة ذات سيادة

وحتى العرب وفي مقدمتهم دول الخليج العربي ، يرحبون بهذا التعاطي الدولي الجدي مع لبنان ، و يطالبون الدول الغربية بأخذ موقف حازم وصارم من ساسة لبنان العاجزين عن الوقوف في وجه حزب الله

لا سيما وأن شواهد التعاطي الغربي ، وبالذات الأوربي منه ، تعاين المستجدات في لبنان من زاوية واضحة ، أساسها أن التفرغ للبنان يحتاج إلى رفع العصا الغليظة على رقاب المعطلين

و باتت مبادرة بكركي الوطنية ، ومواقف محترمة مثل موقف بهاء الدين الحريري ، تحظى بقبول دولي وتكتب عنها كبريات الصحف الأمريكية والأوربية ، معتبرة ذلك خرقاً في جدار الصمت والخوف ضد حزب الله ، ورفعاً مهماً لصوت العقل والمنطق بغية إنقاذ لبنان

‏ورويترز كانت قد نقلت عن دبلوماسيين أوروبيين ، أن فرنسا والاتحاد الأوروبي يعكفان على إعداد مقترحات قد تسفر عن تجميد أصول وفرض حظر سفر على ساسة لبنانيين لدفعهم للاتفاق على حكومة لإنقاذ البلاد من انهيار اقتصادي

‏فحرب التحرير وحرب الالغاء وحرب التدقيق في لبنان ، كلها حروب البطل الوهمي فيها واحد والضحية أيضاً واحدة ، ميشال عون رئيس الجمهورية هو البطل المزعوم والمدمر ، و الشعب في لبنان هو الضحية

وإذا كان القانون الجنائي الدولي يعرف مجرمي الحرب في العالم ، بأنهم من ارتكبوا مجازر وحروب إبادة بحق الشعوب ، ألا ينطبق هذا الوصف على حكام لبنان الذين يرتبكون أفظع المجازر السياسية والإقتصادية والأمنية بحق شعبهم .